اخبار السودان

خطة حكومية من أربع مراحل لعودة آمنة إلى الخرطوم

متابعات - السودان الآن

خطة حكومية من أربع مراحل لعودة آمنة إلى الخرطوم

متابعات – السودان الآن – كشف وزير الصحة الاتحادي الدكتور هيثم محمد إبراهيم عن خطة من أربع مراحل تمهّد لعودة المواطنين الآمنة إلى العاصمة خلال الفترة المقبلة، مشيرًا إلى أن الوزارة بدأت بالفعل في تجهيز عودتها إلى ولاية الخرطوم ضمن ترتيبات متكاملة لتأمين الوضع الصحي.

 

وفي حوار خاص مع صحيفة “الكرامة”، قدّم الوزير إفادات حاسمة حول طبيعة الوضع الصحي الراهن، وشواغل المواطنين المتعلقة بالعودة إلى مناطقهم، مؤكدًا أن العودة ليست موضع خلاف، بل هي هدف مشترك، لكن لا بد أن تتم وفق ترتيبات تضمن السلامة، خاصة في وسط الخرطوم الذي تأثر بعمليات عسكرية عنيفة وخلف كميات كبيرة من الجثث والنفايات العضوية التي قد تتحول إلى بؤر وبائية خطيرة.

 

الوزير شدد على أن تحذيره الأخير لم يكن رفضًا للعودة، بل دعوة لتأجيلها في المناطق الأكثر خطورة، خصوصًا لكبار السن والنساء والأطفال، مع التأكيد على دور الشباب في المساهمة في إزالة الأنقاض وتحسين صحة البيئة. وأوضح أن خطة العودة تشمل أربع مراحل تبدأ بإزالة مخلفات الحرب والجثث، ثم إزالة الأنقاض، تليها حملات واسعة لإصحاح البيئة، وأخيرًا عمليات التعقيم الشامل باستخدام المبيدات ومكافحة نواقل الأمراض.

 

وأضاف أن المرحلة الأولى والثانية يجب أن تكتمل قبل عودة المواطنين، في حين تنفذ المرحلتان الثالثة والرابعة بعد العودة، مشيرًا إلى أن فرق وزارة الصحة بالتعاون مع الدفاع المدني والسلطات المحلية تعمل حاليًا بوتيرة عالية لتحقيق ذلك.

 

وفي ما يخص الوضع الصحي في الخرطوم، أكد الوزير أن هنالك جهودًا كبيرة مبذولة من حكومة الولاية ووزارة الصحة لإعادة تشغيل عدد من المستشفيات، بينها مستشفيات أم درمان والدروشاب والسعودي، فضلًا عن دعم حملات مكافحة نواقل الأمراض خاصة في موسم الأمطار.

 

وفيما يتعلق بالمخاطر الصحية، حذر الوزير من احتمالات تفشي أمراض مثل الكوليرا، الملاريا، وحمى الضنك، بسبب تلوث المياه وزيادة كثافة البعوض، مبينًا أن معالجة هذه التهديدات تتطلب إعادة تشغيل شبكات المياه وكلورتها بشكل فعّال.

 

وفي جانب الدعم اللوجستي، أشار إلى أنه تم إعداد تكلفة تقديرية لحملات إصحاح البيئة في جميع ولايات السودان بلغت نحو 14 مليار جنيه، تم الاتفاق عليها مع وزارة المالية، إلى جانب دعم دولي مرتقب، خاصة من منظمات مكافحة الملاريا والإيدز والدرن، حيث بدأت ترتيبات توزيع 16 مليون ناموسية في الولايات الأكثر تأثرًا.

 

وفي ما يخص الجثث المنتشرة في العاصمة، أوضح الوزير أن وزارة الصحة ليست الجهة المباشرة لحصرها، وأن كثيرًا من الجثث في حالة تحلل، أو أشلاء، وبعضها لم يُكتشف بعد، وهو ما يزيد من تعقيد مهمة التطهير.

 

وأشار إلى أن الوزارة بدأت فعليًا في الانتقال إلى الخرطوم عبر إرسال وفد مقدمة، وتجري حاليًا ترتيبات لعودة الإدارات المعنية بمكافحة الأوبئة، حتى وإن كان ذلك بشكل جزئي وبالاعتماد على مصادر بديلة مثل الطاقة الشمسية لحين عودة خدمات الكهرباء والمياه.

 

وعن الخسائر، أشار إلى أن التقديرات الأولية قيد المراجعة بعد المعاينات الميدانية، حيث يتم الآن حصر الأضرار بشكل تفصيلي لكل منشأة صحية على حدة.

 

وكشف الوزير عن مباحثات إيجابية جرت مؤخرًا مع قطر والسعودية لدعم القطاع الصحي، حيث تم الاتفاق على عدد من المشاريع تشمل توفير أجهزة طبية، وتأهيل مراكز متخصصة، بالإضافة إلى مشاريع في مجال الطاقة الشمسية ومحطات الأوكسجين، في خطوة تهدف لإعادة بناء النظام الصحي على أسس أكثر استدامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى