
من الأمطار الإثيوبية إلى غرق المنوفية.. مياه النيل تسبب أزمة في مصر
متابعات – السودان الآن – شهدت محافظة المنوفية، شمال العاصمة المصرية القاهرة، أزمة مفاجئة بسبب ارتفاع منسوب مياه نهر النيل، ما أسفر عن غرق مئات الأفدنة من الأراضي الزراعية وتلف محاصيل استراتيجية في مراكز أشمون ومنوف والسادات.
وأفادت مصادر مسؤولة بوزارة الزراعة أن نحو 648 فدانًا من أراضي طرح النهر تعرضت للغرق بعد ارتفاع منسوب النيل بنحو 70 سم، وسط تحذيرات صدرت في 10 أبريل من وزارة الموارد المائية والري طالبت فيها المزارعين باتخاذ الاحتياطات اللازمة. إلا أن سرعة تدفق المياه تجاوزت التوقعات، لتغمر مناطق واسعة وتُغلق طرقًا رئيسية مثل طريق جزيرة أبو نشابة، ما زاد من معاناة الأهالي والمزارعين.
وأوضح المسؤولون أن مركز أشمون تصدّر قائمة المناطق المتضررة بنحو 603 أفدنة، تلاه كل من مركزي السادات ومنوف، في مشهد أعاد للأذهان أزمات مشابهة شهدتها المحافظة في أعوام سابقة، أبرزها في 2020 و2022، حيث تسببت مياه النيل آنذاك في غرق مئات الأفدنة.
من جانبه، أعلن محافظ المنوفية اللواء إبراهيم أبو ليمون عن تشكيل لجان لحصر الخسائر ودراسة آليات تعويض المتضررين، مشددًا على أن الأراضي المنكوبة تقع داخل حرم النهر، وهي مناطق يُحظر استغلالها وفقًا للقانون نظرًا لطبيعتها الفيضيّة.
وتُعد المنوفية إحدى أهم المحافظات الزراعية في دلتا النيل، وتعتمد بشكل رئيسي على فرع رشيد للري، ما يجعلها عرضة سنوية لمخاطر الغرق خلال موسم الفيضان الذي يمتد من أغسطس إلى أكتوبر، بسبب تصاعد منسوب المياه القادم من منابع النيل في إثيوبيا والسودان.
وسط هذه التحديات المتكررة، تتجدد المطالب بإعادة النظر في خطط إدارة أراضي طرح النهر، وتحسين البنية التحتية لمواجهة مخاطر الفيضان المستقبلية.