متابعات – السودان الان – تدفق مستمر للنازحين من شرق وشمال الجزيرة إلى كسلا والقضارف وسط مخاوف من تفشي الكوليرا
يتواصل تدفق النازحين من قرى ومدن شرق وشمال الجزيرة نحو حلفا الجديدة وخشم القربة في ولاية كسلا، بالإضافة إلى الفاو ومدينة القضارف، للأسبوع الثاني على التوالي.
وأفاد متطوعون لراديو دبنقا بأن ألف أسرة، أي حوالي 5000 شخص، قد وصلوا إلى محلية حلفا الجديدة حتى يوم السبت. بدأ تدفق النازحين بعد الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع على مدن وقرى شرق وشمال الجزيرة منذ الأسبوع الماضي، عقب انشقاق قائد الدعم السريع في الجزيرة، أبو عاقلة كيكل، وانضمامه إلى الجيش، مما أدى إلى مقتل وجرح المئات من المدنيين.
كما نفذت الطائرات الحربية غارات جوية على مناطق تمبول وما حولها، مما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. هذه التطورات تسببت أيضًا في فقدان العديد من السكان وانفصال عدد من الأطفال عن أسرهم، في ظل استمرار انقطاع شبكات الاتصالات وتوقف خدمات ستارلينك.
وفي بيان لها يوم الأحد، أعربت كليمنتين نكويتا سلامي، منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، عن صدمتها وقلقها العميق إزاء تكرار انتهاكات حقوق الإنسان التي شهدتها دارفور العام الماضي، مثل الاغتصاب والعنف الجنسي والقتل الجماعي، في ولاية الجزيرة، ووصفتها بأنها جرائم مروعة.
من جهة أخرى، أفادت مصفوفة النزوح التابعة لمنظمة الهجرة الدولية بأن 853 أسرة قد نزحت من منطقة تمبول والقرى المجاورة خلال الفترة من 20 إلى 24 أكتوبر الحالي. وأشارت الفرق الميدانية إلى أن 350 عائلة نزحت في 20 أكتوبر، بينما انتقلت 503 عائلات إضافية بين 21 و24 أكتوبر إلى محليتي الفاو والبطانة في ولاية القضارف، وكذلك إلى محليتي حلفا الجديدة وريفي خشم القربة في ولاية كسلا. وقد تم إيواء النازحين في عدة مراكز، منها المدارس والمراكز الزراعية والتعاونية.
تحذيرات من انتشار الكوليرا
حذرت مصادر طبية من إمكانية انتشار مرض الكوليرا بين النازحين، حيث تم تسجيل حالتين مؤكدتين من الكوليرا لدى النازحين من الصباغ وتمبول، وقد تم نقلهما إلى مستشفى العزل في حلفا الجديدة. تشهد ولايات كسلا والقضارف والبحر الأحمر والجزيرة انتشارًا للمرض. وقد تم اتخاذ ترتيبات لفتح عيادة لتوفير الرعاية الصحية الأساسية للأسر، بالتعاون مع الجمعية الطبية وإدارة مستشفى حلفا الجديدة.
كما تم الإعلان عن افتتاح مطبخ خيري في المدينة، حيث تم توزيع 50 فراشًا ومشمعًا للأسر و12 برميلاً من الماء. وأكد المتطوعون على الحاجة الملحة لتوفير الحمامات والخيام والمشمعات لتأمين سكن مؤقت للنازحين.
على صعيد آخر، أفاد المواطنون بوصول عدد كبير من الأسر على متن شاحنات إلى قرية 6 عرب في محلية حلفا الجديدة. وفي مدينة كسلا، تم تنظيم حملات للتبرع بالدم لصالح الجرحى المدنيين من قرى ومدن الجزيرة، حيث وصف المتطوعون حالاتهم بأنها حرجة جدًا.
مناشدات في القضارف
في ولاية القضارف، أطلقت مبادرة “القضارف الخلاص” نداءً لتقديم المساعدة للفارين من الجزيرة نتيجة هجمات الدعم السريع. أفاد المتطوع محمد بري بأن حي دار النعيم في القضارف استقبل أول مجموعة من النازحين من منطقتي تمبول والسريحة، حيث بلغ عدد الأسر 33، وتم تقديم المساعدة لهم في مركز الإيواء.
وأكد متطوعون آخرون وصول أعداد إضافية من النازحين إلى المدينة، حيث استأجر البعض منازل أو أقاموا في منازل أقاربهم، ووصفوا ظروف النازحين بأنها صعبة جدًا. كما أكد المتطوعون في ولاية القضارف على ضرورة تكثيف الجهود لتوفير المأوى والخدمات.
في ظل استمرار المواجهات العسكرية في شرق وشمال الجزيرة، يتوقع المتطوعون في ولايتي كسلا والقضارف استمرار تدفق النازحين، مما يستدعي تكاتف الجهود في مجالات الإيواء وتقديم الخدمات الأساسية.