
متابعات – السودان الآن – في تطور جديد ومقلق للأزمة السودانية، كشف متحدث رسمي باسم الحكومة عن تورط دول لم يُسمّها في تزويد قوات الدعم السريع بصواريخ مضادة للطيران، بهدف فرض حصار جوي خانق على مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، التي ترزح منذ عام تحت وطأة الحصار البري.
وقال المتحدث خالد الأعيسر في بيان رسمي، السبت، إن هذه الأسلحة أُضيفت مؤخرًا إلى ترسانة الدعم السريع، في محاولة لإغلاق كل المنافذ أمام المدينة المحاصرة، التي لا تزال تتلقى مساعدات غذائية وطبية عبر الإسقاط الجوي، في ظل ما وصفه بـ”تقاعس دولي” و”صمت غير مبرر” من الأمم المتحدة.
وشنّت مليشيات الدعم السريع، صباح السبت، قصفًا مدفعيًا عنيفًا على مخيم زمزم الواقع جنوب غرب الفاشر، في وقت تزداد فيه أوضاع المدنيين مأساوية مع شح الغذاء والماء والدواء، وتدهور الخدمات الصحية.
وكان مجلس الأمن الدولي قد طالب في يونيو الماضي برفع الحصار المفروض على المدينة، لكن الدعم السريع صعّد من تضييقه هذا العام، بعد أن هجّر آلاف السكان من قرى محيطة ودمر مصادر المياه، في ما يبدو أنه محاولة لعزل المدينة بالكامل.
في المقابل، أعلنت قوى مسلحة منضوية تحت تحالف “تأسيس”، من بينها حركة تحرير السودان وتجمع قوى تحرير السودان، عن فتح ممرات آمنة لإجلاء المدنيين من مناطق التماس في الفاشر ومخيم زمزم، بالتنسيق مع الدعم السريع، لتأمين ممرات إنسانية نحو قرى أكثر أمنًا.
وأكدت هذه القوى تنسيقها مع منظمات إغاثة إقليمية ودولية، حصلت منها على وعود بتقديم مساعدات عاجلة للنازحين، في ظل وضع إنساني بالغ القسوة، مع عجز شبه كامل للمرافق الصحية، ونزوح أكثر من 605 آلاف شخص منذ أبريل 2024.
وفي ذات السياق، دعت حركة تحرير السودان – المجلس الانتقالي بقيادة الهادي إدريس، سكان الفاشر ومخيمات زمزم وأبو شوك إلى التوجه نحو مناطق أكثر أمانًا في كورما ومحليات شمال دارفور، مؤكدة استعداد قواتها لتوفير الحماية وفتح ممرات للخروج الآمن.
ومع اتساع رقعة النزاع، أعلنت قوى سياسية ومسلحة – تشمل الدعم السريع، وحزب الأمة القومي، والحركة الشعبية شمال – عن تحالف “تأسيس” الذي يهدف لتشكيل حكومة انتقالية موازية عبر إعلان دستوري جديد، ما يعكس تصاعدًا خطيرًا في الانقسام السياسي والعسكري في البلاد.