متابعات _ السودان الان _ في ظل أجواء مشحونة، تواجه الإمارات العربية المتحدة ضغوطًا دولية متزايدة مع مشاركتها في مؤتمر “لندن حول السودان” الذي يُعقد في الذكرى الثانية للحرب الأهلية الدامية، وسط تقارير أممية مسربة تشير إلى ضلوع محتمل في تسليح ميليشيا الدعم السريع عبر تشاد.
وبحسب تقرير سري للغاية اطلعت عليه صحيفة الغارديان، وثق خبراء أمميون نمطًا من الرحلات الجوية الغامضة من مطارات إماراتية إلى تشاد، يعتقد أنها ساهمت في تأسيس “جسر جوي” إقليمي يُستخدم في تهريب الأسلحة إلى السودان، رغم عدم وجود دليل حاسم على طبيعة الشحنات.
وبينما نفت الإمارات الاتهامات بشدة، مشيرة إلى أن تقرير الخبراء لم يتضمن نتائج سلبية ضدها، تصاعد الجدل بعد توثيق اختفاء طائرات شحن من الرادارات خلال أجزاء حرجة من رحلاتها، وهو ما أثار شكوكًا حول عمليات سرية.
التقرير، الذي رُفع للجنة عقوبات السودان التابعة لمجلس الأمن، ربط هذه الرحلات بـ”زيادة نشاط الطائرات المُسيّرة لقوات الدعم السريع”، ما يمثل مرحلة نوعية جديدة في الحرب، لكنه في الوقت نفسه أشار إلى أن المعطيات “لم ترق لمستوى الدليل القانوني القاطع”.
الانتقادات طالت الحكومة البريطانية أيضًا، حيث اعتبر دبلوماسيون أن دعوة الإمارات لحضور المؤتمر في لندن، بينما تُثار حولها شبهات بالتورط في الصراع، “تثير تساؤلات أخلاقية”.
ويأتي كل هذا على خلفية دعوى قضائية رفعها السودان ضد الإمارات أمام محكمة العدل الدولية، يتهمها فيها بالتواطؤ في جرائم إبادة جماعية في دارفور.
في المقابل، أكدت الإمارات التزامها بالسلام، ووصفت القضية بأنها “حيلة سياسية”، مؤكدة أن الوثائق المتاحة “تثبت عدم وجود أي دعم قدمته لقوات الدعم السريع أو صلة مباشرة بالصراع”.
الخلاصة: تتجه الأنظار إلى مخرجات مؤتمر لندن، وسط تساؤلات حول مدى قدرة المجتمع الدولي على فرض إجراءات حاسمة لإنهاء الصراع في السودان، خاصة في ظل تضارب المواقف وتقاطع المصالح الإقليمية.
