تسعة(9) طويلة”.. من ظاهرة إجرامية إلى مهدد أمني كبير في الخرطوم
خلال الأعوام الأخيرة، برزت عصابات “9 طويلة” كأحد أخطر المهددات الأمنية في العاصمة السودانية الخرطوم، إذ تحولت من مجموعات صغيرة تمارس السلب والنهب إلى شبكات منظمة باتت تثير الذعر في الشوارع والأسواق
جذور الظاهرة
يشير خبراء اجتماعيون إلى أن هذه العصابات تشكلت أساسًا من شباب مهمشين تأثروا بظروف الحرب والانهيار الاقتصادي، ما دفعهم إلى تبني أساليب عنيفة للسرقة، خاصة عبر استخدام المواتر والهواتف الذكية كأهداف رئيسية
تطور الأمر لاحقًا لتصبح “9 طويلة” علامة مسجلة للجريمة السريعة التي يصعب ملاحقتها بسبب طبيعة نشاطها المتحرك
استجابة السلطات
أمام تصاعد الخطر، أعلنت لجنة تنسيق شؤون أمن محلية الخرطوم عن تشكيل آلية خاصة لمكافحة هذه العصابات، عبر ارتكازات ثابتة ودوريات متحركة تشارك فيها جميع القوات النظامية
وتتضمن الخطة كذلك:
تشديد الرقابة على الأسواق لمنع تسويق المسروقات
تنفيذ حملات تفتيشية لضبط الأجانب المخالفين للقانون
فرض ضوابط جديدة لنقل الأثاثات والمركبات، باعتبارها من وسائل نقل المسروقات
طوافات ميدانية بالمناطق الهشة أمنيًا لاحتواء الظاهرة
البعد المجتمعي
لا يرى مراقبون أن الحل الأمني وحده كافٍ، إذ يشيرون إلى أن عصابات “9 طويلة” هي انعكاس لـ أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة يعيشها الشباب
فبين البطالة، غياب الفرص، وانسداد الأفق، يجد كثيرون في الجريمة وسيلة سهلة للحصول على المال، ما يحتم ضرورة معالجة جذور المشكلة عبر برامج تشغيل وإعادة تأهيل
التحدي المستقبلي
تبقى معركة الخرطوم مع “9 طويلة” اختبارًا حقيقيًا لقدرة الدولة على بسط هيبتها، وفي الوقت ذاته امتحانًا للمجتمع في مواجهة الظواهر السالبة التي تهدد السلم الاجتماعي
فهل تنجح السلطات في القضاء على هذه العصابات؟ أم أن استمرار الأزمات الاقتصادية والسياسية سيجعلها أكثر انتشارًا؟
