اخبار السودان

 المهدية.. درس التاريخ المفتوح الذي يضيء حاضر السودان

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

المهدية.. درس التاريخ المفتوح الذي يضيء حاضر السودان

متابعات -السودان الآن – لا تزال الثورة المهدية واحدة من أبرز المحطات التاريخية التي شكّلت وجدان الشعب السوداني، إذ مثّلت ملحمة للوحدة الوطنية ومقاومة الاستعمار، رغم ما شابها من أخطاء وصراعات داخلية

ويشير باحثون ومهتمون بالشأن التاريخي إلى أنّ استدعاء فترة المهدية اليوم ليس بغرض الانتقاء أو التوظيف السياسي، بل للاستفادة من دروسها الكبرى، وأبرزها أنّ وحدة الصف كانت وما تزال الطريق الوحيد لتحقيق الأهداف الوطنية

فقد وحّدت دعوة الإمام المهدي السودانيين على اختلاف مشاربهم، ولم يُعارضها إلا من كان له مصلحة خاصة، فيما ظلّ الجدل قائمًا حول بعض الجوانب العقدية والفكرية. أما فترة حكم الخليفة عبد الله التعايشي، فقد ارتبطت بروايات متفاوتة حول ممارسات جنوده في بعض مناطق السودان، وهي أحداث يرى مؤرخون أنّها ضُخّمت واستُغلت سياسيًا للنيل من شخصه، رغم أنّ الإمام المهدي نفسه اختاره خليفة من بعده

ويرى محللون أن الصراع التاريخي بين “أبناء البحر وأبناء الغرب” ظل يطلّ برأسه عبر العصور، تغذّيه طموحات النخب ومطامع السلطة، وهو ما يجعل استلهام الدروس أكثر إلحاحًا في الحاضر لتجاوز الذهنيات الجهوية والانقسامات الضيقة

إنّ الثورة المهدية – بما لها وما عليها – تبقى درسًا مفتوحًا للأجيال، تذكّر بأن الاستعمار لا يُقاوم إلا بوحدة الكلمة، وأن الانقسام لا يورث سوى الضعف والهزيمة. واليوم، أحوج ما يكون السودانيون إلى روح المهدية في بعدها الوحدوي والثوري، لا في صراعاتها ومآسيها، حتى يكون التاريخ مصدر إلهام لبناء مستقبل أفضل، لا مرآة نعيد عبرها أخطاء الماضي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى