متابعات – السودان الان – يتنافس كامالا هاريس عن الحزب الديمقراطي ودونالد ترامب عن الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، حيث يسعى كل منهما لتولي الرئاسة لمدة أربع سنوات قادمة. ويثير فوز أي منهما تساؤلات حول تأثير ذلك على السودان في ظل الظروف الحالية، بناءً على السياسات المعلنة لكل مرشح ومواقفهم تجاه السودان. يُعرف عن السودان أنه ليس له أولوية في السياسة الأمريكية، كما أشار الصحفي السوداني محمد علي صالح، المقيم في الولايات المتحدة منذ خمسين عاماً. ولكن، هذا لا يعني أن الولايات المتحدة بعيدة عما يحدث في السودان، خصوصاً في القضايا المتعلقة بأمنها القومي، وهو ما تهتم به جميع الإدارات الأمريكية بغض النظر عن انتمائها الحزبي، كما يتضح من التجارب السابقة في العراق والصومال واليمن وأفغانستان.
ماذا يعني فوز ترامب للسودان؟
يدعو ترامب إلى سياسة “أمريكا أولاً”، حيث يركز على القضايا الداخلية مثل الأمن والهجرة والاقتصاد. وقد وصف “معهد دراسات أمريكا أولاً” سياسته بأنها تهدف إلى وضع سياسات تضمن أن تظل الولايات المتحدة في المقدمة. على الصعيد الخارجي، يُركز ترامب على القضية الإسرائيلية، حيث يسعى من خلال اتفاقيات أبراهام لتطبيع العلاقات مع أكبر عدد ممكن من الدول العربية والإسلامية. خلال فترة رئاسته من 2016 إلى 2020، شهدت العلاقات الأمريكية السودانية تطورات ملحوظة، حيث أصدر قرارًا أدى إلى إزالة السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب في أكتوبر 2020، بعد أن وافقت الحكومة السودانية على دفع تعويضات للضحايا. كما أشار ترامب إلى إمكانية انضمام السودان إلى اتفاقية إبراهام لتطبيع العلاقات مع إسرائيل.
من المتوقع أن يستمر ترامب في تعزيز العلاقات مع السودان، خاصة في ظل استمرار الجنرال عبد الفتاح البرهان في منصبه، حيث كانت هناك لقاءات بين البرهان ومسؤولين إسرائيليين تحت رعاية أمريكية.
ماذا يعني فوز هاريس للسودان؟
على النقيض، تلتزم كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، بإرث الحكومات الديمقراطية السابقة التي تعزز الديمقراطية في جميع أنحاء العالم. وفي خطابها أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي، أكدت على موقف الولايات المتحدة في الصراع بين الديمقراطية والديكتاتورية. بصفتها نائبة الرئيس في إدارة بايدن، فهي مطلعة على جهود الإدارة لوقف النزاع في السودان وتعزيز العملية الديمقراطية.
في سبتمبر الماضي، ناقشت هاريس مع ولي عهد الإمارات أهمية إيجاد حل سلمي للصراع في السودان، مما يشير إلى أنها إذا فازت، ستستمر في تعزيز المساعدات الإنسانية والجهود الدبلوماسية لتحقيق السلام.
مخاوف من أن يتحول السودان ملاذًا للإرهاب
تزايدت المخاوف من أن يصبح السودان نقطة انطلاق للإرهاب العالمي، حيث حذر خبراء غربيون من أن الفوضى الحالية قد تعزز الروابط بين المتطرفين العنيفين في المنطقة والجماعات الإرهابية. تاريخياً، تدخلت الولايات المتحدة لحماية أمنها القومي في مناطق متعددة مثل الصومال وأفغانستان، ومن المحتمل أن تتدخل في السودان إذا أصبح ملاذًا للإرهاب، نظرًا لموقعه الجغرافي.
في النهاية، ورغم أن السودان لن يكون أولوية في السياسة الخارجية الأمريكية كما لم يكن في السابق، إلا أن نتائج الانتخابات ستؤثر على الوضع في السودان بشكل متفاوت، حيث سيكون هناك اختلاف في مستوى الاهتمام من كل من هاريس وترامب.