متابعات – السودان الان – الطائرات المسيرة الانتحارية من فئة Delta Wing، التي تستخدمها المليشيات، لا يقودها أفراد غير مدربين، بل أشخاص متمرسون في استخدام هذه الطائرات بفعالية.
من خلال تتبع مسار الطائرة الانتحارية (Flight Path)، تمكنا من تحديد نمط سلوك الطائرة، وكانت أبرز الملاحظات:
- بعد تجاوز الطائرة منطقة الدوران للوصول إلى الارتفاع المطلوب، تم تباعد المسافة بين النقاط 3 و4 (الموضحة بالمربع الأحمر) بهدف انتقال الطائرة من منطقة الإطلاق إلى منطقة العمليات، مما يسمح لها بتحقيق استقرار في الطيران عبر قطع مسافة طويلة مع تقليل استهلاك الطاقة.
- تم ملاحظة تقارب النقاط 4 و5، حيث يهدف ذلك إلى إدخال الطائرة إلى منطقة العمليات بدقة أكبر، مما يحسن من دقة المسار ويحول الطائرة من مرحلة أقل خطورة إلى مرحلة أكثر خطورة في الاقتراب التكتيكي.
- في المسار بين النقاط 5 و6 و7 و8 و9، كان هناك انحناء متكرر في الطائرة لتجنب الرصد، من خلال تغيير الاتجاه والارتفاع بشكل مستمر، مما يساعد الطائرة على التخفي والمراوغة.
- بين النقاط 9 و10، تباعدت المسافة مرة أخرى، مما سمح للطائرة بتسريع الطيران نحو الهدف النهائي واستعادة استقرارها بعد المناورة الحادة، وهي مرحلة التحضير النهائي للهجوم.
- بين النقاط 10 و11، لوحظ تقليص المسافة لعودة الطائرة لضبط الاتجاه والارتفاع بدقة أكبر، حيث تجري الطائرة تعديلات دقيقة على سرعتها وارتفاعها واتجاهها لضمان الوصول المثالي إلى الهدف.
المسار الذي سلكته الطائرة، من ولاية الجزيرة إلى نهر النيل في عطبرة، يعكس استراتيجيتها في “المناورة عند الاقتراب من الهدف”، التي تعتمد على الاستقرار الأولي، ثم التخفي والمراوغة، وأخيرًا تحسين دقة الإصابة في مرحلة الهجوم النهائية.
ورغم فشل مليشيا الدعم السريع في تحقيق اختراقات ميدانية، لا تزال تتلقى الدعم التقني لاستهداف المدن الحضرية، في محاولة لتعويض فشلها في مواجهة القوات المسلحة السودانية، التي بدأت معركة تحرير واسعة النطاق وتثبت فعاليتها القتالية بشكل يومي.