اقتصاد

من السودان إلى موانئ إفريقيا.. كيف أصبح الصمغ العربي السوداني تجارة غير مشروعة؟

متابعات - السودان الآن

متابعات – السودان الآن – يواجه الصمغ العربي السوداني، المكون الأساسي المستخدم في منتجات استهلاكية عالمية كالمشروبات الغازية والحلويات تهريبًا متزايدًا من المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان.

 

وبحسب وكالة “رويترز” للأنباء، يُعقّد تهريب الصمغ العربي جهود الشركات الغربية لعزل سلاسل التوريد الخاصة بها عن النزاع القائم في البلاد، وفقًا لمصادر في الصناعة والتجارة تحدثت للوكالة.

 

وينتج السودان حوالي 80% من الصمغ العربي في العالم، وهو مادة طبيعية تُستخرج من أشجار السنط، وتُستخدم على نطاق واسع في صناعة المنتجات الاستهلاكية، بما في ذلك مستحضرات التجميل من “لوريال” وأغذية الحيوانات الأليفة من “نستله”.

 

ومنذ سيطرة قوات الدعم السريع على مناطق الإنتاج الرئيسية في كردفان ودارفور في أواخر العام الماضي، أصبح الصمغ يُسوق فقط عبر تجار سودانيين مقابل رسوم تدفع لهذه القوات، فيما يتم تهريبه إلى دول الجوار دون شهادات تصديق رسمية، وفقًا لما أفاد به ثمانية منتجين ومشترين مشاركين في تجارة الصمغ العربي. كما أكدت مصادر تجارية أن المنتج يُباع في الأسواق الحدودية غير الرسمية، مما يزيد من صعوبة تتبع مصدره.

 

وقالت “رويترز” إن متحدثًا باسم قوات الدعم السريع نفى أي انتهاكات قانونية، مؤكدًا أن القوات تعمل على حماية تجارة الصمغ العربي وتأخذ “رسومًا رمزية”، واصفًا أي اتهامات أخرى بأنها “دعاية مضادة”.

 

وتشير تقارير إلى أن صادرات السودان من الصمغ العربي إلى الاتحاد الأوروبي تراجعت منذ اندلاع الحرب في 2023، في حين ارتفعت الصادرات من دول مثل مصر وكينيا والكاميرون وجنوب السودان، وهي دول لم تكن سابقًا من كبار المصدرين للصمغ العربي.

 

في الأشهر الأخيرة، بدأ تجار في دول ذات إنتاج أقل، مثل تشاد والسنغال، أو دول لم تكن تصدر الصمغ قبل الحرب، مثل مصر وجنوب السودان، في تقديم عروض بيع الصمغ بأسعار منخفضة، وفقًا لمشترين تحدثوا إلى “رويترز”.

 

وقبل اندلاع الحرب، كان الصمغ يُجمع في الخرطوم ثم يُنقل إلى ميناء بورتسودان على البحر الأحمر ليتم تصديره عبر قناة السويس. لكن منذ أواخر العام الماضي، بدأ الصمغ يظهر في أسواق غير رسمية على الحدود بين غرب كردفان وجنوب السودان، حيث يشتريه التجار بالدولار الأمريكي، وفقًا لتاجر كبير في المنطقة رفض الكشف عن هويته لدواعٍ أمنية.

 

كما يتم تهريب الصمغ عبر بلدة “أم دافوق” الحدودية إلى جمهورية إفريقيا الوسطى، ومنها إلى تشاد، بينما يتم تصدير كميات أخرى عبر موانئ مومباسا في كينيا وجوبا، عاصمة جنوب السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى