
متابعات – السودان الآن – حذّرت منظمات حقوق الإنسان في ليبيا من تصاعد موجات التحريض ضد المهاجرين، مشيرة إلى تزايد الخطاب العدائي تجاه الأجانب، لا سيما المهاجرين غير النظاميين. وأكدت المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان أن التعامل مع قضايا الهجرة يجب أن يتم وفق الأطر القانونية، بعيدًا عن العنف أو الاستفزازات، محذرة من أن نشر خطاب الكراهية قد يؤدي إلى تفاقم الأوضاع الأمنية والاجتماعية.
وفي السياق ذاته، أفاد سودانيون مقيمون في ليبيا بأن السلطات بدأت بتنفيذ حملات اعتقال تستهدف الأجانب الذين لا يحملون وثائق إقامة قانونية، من بينهم عدد كبير من السودانيين. وأشارت المصادر إلى أن هذه الحملات جاءت بعد تصاعد التحريض على منصات التواصل الاجتماعي، حيث نشر بعض المؤثرين رسائل عدائية تحرض على اتخاذ إجراءات مشددة ضد المهاجرين.
لمواجهة الأزمة، عقدت سفارة السودان في طرابلس اجتماعًا مع ممثلي الجاليات السودانية في عدة مدن ليبية، ناقشوا خلاله التحديات التي يواجهها السودانيون في ظل انتشار الشائعات والمعلومات المضللة حول حملات الترحيل. وأكدت السفارة أن الحكومة الليبية تطبق قوانينها على جميع المهاجرين غير الشرعيين، لكنها تقدم تسهيلات خاصة للسودانيين نظرًا للظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادهم.
من جانبها، أصدرت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا بيانًا أعربت فيه عن قلقها البالغ إزاء تصاعد خطاب الكراهية ضد اللاجئين والمهاجرين، محذرة من أن المعلومات المضللة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي تزيد من التوتر وتغذي المشاعر العدائية. ودعت الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى تجنب نشر الأخبار غير الدقيقة، والتأكيد على أهمية احترام حقوق الإنسان في التعامل مع قضايا الهجرة.
بحسب بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، ارتفع عدد اللاجئين السودانيين في ليبيا إلى أكثر من 240 ألفًا منذ اندلاع النزاع في السودان، حيث سجلت مدينة الكفرة وحدها وصول حوالي 198 ألف سوداني خلال عام 2024، بمعدل يومي يتراوح بين 400 و500 شخص. ومع استمرار تدفق اللاجئين عبر الحدود، تظل الأوضاع الإنسانية في ليبيا تحت مجهر المنظمات الحقوقية، وسط دعوات لضمان حماية المهاجرين من أي انتهاكات محتملة.