
متابعات – السودان الآن – في خضم الحرب السودانية، اتبعت الجهات الداعمة لمليشيا الدعم السريع استراتيجية “التصعيد عبر التسليح”، التي تقوم على إغراق المليشيا بكميات ضخمة من الأسلحة الحديثة متعددة المنشأ، بهدف إطالة أمد الحرب وتغيير موازين القوى على الأرض دون تدخل مباشر. إلا أن هذه الاستراتيجية، رغم تصعيدها الكبير منذ منتصف 2023 وحتى 2024، لم تحقق أي هدف استراتيجي حاسم، ما اضطر هذه الجهات إلى تبني تكتيكات جديدة أكثر انخراطًا في الصراع.
فشل استراتيجية الحرب عبر التسليح
رغم تدفق الإمدادات العسكرية النوعية بكميات هائلة، عجزت مليشيا الدعم السريع عن تحقيق أي اختراقات عسكرية حاسمة، وهو ما يعود إلى عدة عوامل، أهمها:
عدم كفاءة القوات في استغلال الأسلحة المتطورة والتكتيكات الجديدة.
تكيف الجيش السوداني مع أساليب القتال الجديدة والأسلحة التي وصلت للمليشيا، مما أفقد الأخيرة عنصر المفاجأة والتفوق.
هذا الفشل دفع الداعمين إلى إعادة النظر في نهجهم، حيث بدأ التحول من الدعم العسكري غير المباشر إلى التدخل الميداني المباشر.
التدخل المباشر: مرتزقة وتقنيات متقدمة
مع تراجع الأداء العسكري للمليشيا، لجأ داعموها إلى إرسال وحدات خاصة من المرتزقة المحترفين، خاصة من كولومبيا وأمريكا اللاتينية، لدعمهم على الأرض. كما تم إدخال تكتيكات جديدة أبرزها:
فرض مناطق محظورة جوياً وإلكترونياً باستخدام تقنيات متقدمة.
إشراف مستشارين عسكريين مرتزقة على العمليات الميدانية.
تنفيذ ضربات جوية بطائرات مسيّرة، بمشاركة مباشرة من دول إقليمية مثل تشاد.
هبوط طائرات شحن عسكري داخل مناطق نفوذ المليشيا، لتسريع إمدادها بالسلاح وتقليل الفارق الزمني بين وصول الإمدادات من المطارات الأساسية إلى الخطوط الأمامية.
المليشيا تتحول إلى عبء ثقيل على داعميها
رغم كل هذه التدخلات، لم تنجح مليشيا الدعم السريع في تغيير موازين القوى لصالحها، بل استمر الجيش السوداني في تحقيق تحسن ميداني واضح. ومع استمرار الحرب، ازدادت تكلفة دعم المليشيا سياسياً وعسكرياً، ما جعلها عبئًا ثقيلاً على الجهات الداعمة، التي باتت أمام خيارين:
1. مواصلة دعم حرب خاسرة بتكاليف متصاعدة.
2. البحث عن استراتيجية جديدة أو حتى التخلي التدريجي عن المليشيا.
وفي ظل هذا المشهد، يبرز احتمال خطير يتمثل في اتساع رقعة الحرب إلى مواجهة مباشرة بين السودان وبعض الدول المتورطة في دعم المليشيا، خاصة مع التحسن الملحوظ في موقف الجيش السوداني على الأرض.