
متابعات – السودان الآن – في تطور لافت قبيل انطلاق المشاورات السياسية المرتقبة في العاصمة القطرية الدوحة، أعلن حزب المؤتمر الوطني اعتذاره رسمياً عن المشاركة في هذه المحادثات التي ترعاها منظمة بروميدييشن، المعنية بفض النزاعات الدولية، ضمن جهود دفع العملية السياسية في السودان.
وقال الحزب، في بيان مقتضب، إن قراره بالاعتذار يعود إلى “الظروف السياسية الراهنة، والغموض الذي يكتنف طبيعة الأطراف المدعوة، فضلاً عن عدم وضوح أهداف المشاورات”، ما يجعل مشاركته غير ممكنة في هذه المرحلة.
وشدد المؤتمر الوطني على ضرورة أن تكون أي عملية سياسية نابعة من الداخل، وبمشاركة جميع القوى الوطنية دون استثناء، مع ضمان الشفافية الكاملة والاستناد إلى الإرادة الشعبية كأساس لأي تسوية مستقبلية.
وأكد الحزب تمسكه بخيار “الحوار السوداني السوداني”، باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة، مشيراً إلى أن أي حل حقيقي يجب أن يعكس الواقع السياسي والميداني في البلاد، ويهدف إلى إنهاء الحرب، وتحقيق سلام عادل يحفظ وحدة السودان وسيادته.
وتأتي هذه التطورات في ظل جهود إقليمية ودولية مكثفة لاحتواء الأزمة السودانية المستمرة منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023، حيث تسعى قطر، من خلال منظمة بروميدييشن، إلى جمع فرقاء الأزمة على طاولة حوار قد تمهد لإنهاء الحرب المستمرة.
لكن إعلان المؤتمر الوطني رفضه المشاركة بعث برسالة قوية تعكس تحفظه على طبيعة المبادرة، في ظل مخاوف من أن تتجاهل بعض الأطراف الدولية تعقيدات الأزمة السودانية، وتتبنى مقاربات لا تعبّر عن واقعها.