استراتيجية جديدة لحماية محطات الكهرباء في السودان من الهجمات بالطائرات المسيرة
متابعات - السودان الآن

استراتيجية جديدة لحماية محطات الكهرباء في السودان من الهجمات بالطائرات المسيرة
متابعات – السودان الآن – في وقتٍ أصبحت فيه الطائرات المسيرة إحدى أبرز أدوات الهجوم في النزاعات الحديثة، بدأ هذا النوع من الهجمات يشكل تهديدًا خطيرًا للبنية التحتية الحيوية في السودان، خاصةً قطاع الكهرباء. فقد أظهرت الهجمات الأخيرة التي استهدفت محولات التوزيع في محطات توليد الطاقة مدى تأثير هذه الطائرات على استقرار إمدادات الكهرباء في البلاد.
تتمركز الطائرات المسيرة في استهداف محطات التوليد، مما يؤدي إلى تدمير المحولات بشكل متكرر. هذه المحولات التي تمثل جزءًا أساسيًا من شبكة الكهرباء، تكلف مبالغ ضخمة في شرائها، كما أن عملية استبدالها تأخذ وقتًا طويلاً وتكلف مبالغ إضافية، ما يتسبب في انقطاع الكهرباء لفترات طويلة، قد تصل في بعض الأحيان إلى عدة أيام.
من المعروف أن المنظومة الدفاعية الحالية ضد الطائرات المسيرة ليست فعّالة بشكل كامل، حيث تقتصر نسبة الحماية على 30% فقط. في ظل هذا الواقع، يُطرح تساؤل حول كيفية حماية هذه المنشآت الاستراتيجية من الهجمات المتكررة. ولعل أحد الحلول المثيرة هو تغطيس المحولات داخل الأرض، من خلال بناء غرف محصنة مجهزة بأنظمة تكييف وتحصينها بالجدران الخرسانية القوية. كما يمكن أن تساهم هذه الغرف المحصنة في تقليل الأضرار عن طريق إبعاد المحولات عن خطوط الإمداد بمسافة لا تقل عن 100 متر. ولتعزيز هذا النظام، يمكن استخدام الكابلات المدفونة لتقليص حجم الخسائر الناتجة عن الهجمات.
تستند هذه الفكرة إلى تقرير يتحدث عن الأنفاق المستخدمة لحماية الصواريخ الباليستية في إيران، وهو ما يعكس إبداعًا في التفكير الاستراتيجي من أجل توفير حلول واقعية لحماية محطات التوليد. ولكن يظل السؤال: هل يمكن لهذه الحلول أن تشكل درعًا واقيًا لمحولات التوزيع في السودان في مواجهة الهجمات المتزايدة من الطائرات المسيرة؟
تحليل وتوقعات مستقبلية: يبدو أن التحدي الأكبر يكمن في كيفية تنفيذ هذه الفكرة بشكل عملي داخل السياق السوداني، خاصةً في ظل الظروف الأمنية واللوجستية المعقدة. ورغم أن الفكرة قد تساهم في تقليل الأضرار الناجمة عن الهجمات، إلا أن الاستجابة الفعّالة تتطلب تكاملًا بين الحلول الهندسية والتدابير الأمنية المستدامة لضمان استقرار قطاع الكهرباء في المستقبل.