اخبار السودان

شخبوط وصدام حفتر في النيجر ما الذي يحاك خلف الكواليس !؟

متابعات _ السودان الان

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

شخبوط وصدام حفتر في النيجر ما الذي يحاك خلف الكواليس !؟

بعد سلسلة من الانتكاسات الاستراتيجية في السودان وتشاد، اتجهت دولة الإمارات العربية المتحدة إلى إعادة رسم حضورها في إفريقيا من خلال محور جديد، اختارت له دولة النيجر كمنصة مركزية للنفاذ إلى عمق الساحل والصحراء، بما في ذلك مناجم الذهب واليورانيوم وممرات التهريب العابرة للحدود.

خسائر الإمارات في السودان وتشاد تعيد توجيه البوصلة

منذ اندلاع الحرب في السودان وتورط الإمارات المعلن في دعم مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وجدت أبوظبي نفسها في وضع إقليمي حرج، خصوصاً بعد الهزيمة العسكرية المدوية لحليفها في الخرطوم، وتصدع تحالفها القديم مع الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي بات يواجه ضغوطًا داخلية متصاعدة وسط تراجع الدعم العسكري الخارجي.

النيجر.. البديل الجيوسياسي الجديد

وفقًا لمصادر مطلعة، اختارت الإمارات النيجر كبديل استراتيجي لتعويض خسائرها، مستفيدة من هشاشة الحكم العسكري في نيامي، وغياب القوى الغربية الفاعلة بعد انسحاب فرنسا، مما فتح الباب أمام تدخلات أمنية واقتصادية إماراتية بواجهات مختلفة.

زيارات متزامنة تكشف التحرك الإماراتي المنظم

شهدت العاصمة النيجيرية نيامي، خلال مايو الجاري، زيارات لافتة ومترابطة، كان أبرزها زيارة صدام حفتر، نجل قائد قوات شرق ليبيا، وزيارة الوزير الإماراتي شخبوط بن نهيان، مبعوث طحنون بن زايد وصاحب الملفات الأمنية في إفريقيا. ورغم أن صدام حفتر لا يحمل صفة رسمية، إلا أنه يُستخدم كذراع أمني يتولى التنسيق مع شبكات التهريب عبر الجنوب الليبي نحو النيجر.

شبكات تجنيد وتمويل غير رسمية

وبحسب تقارير استخباراتية إقليمية، فإن الإمارات شرعت في إعادة تنشيط شبكات تهريب السلاح والذهب والبشر، مستخدمة أدوات غير رسمية لتجنيد مرتزقة من قبائل الطوارق والفلان، مقابل دعم مالي مباشر للمجلس العسكري النيجري، ما يُشكّل تهديدًا للأمن الحدودي في المنطقة.

أبعاد خطيرة لزيارة شخبوط بن نهيان

زيارة شخبوط لم تكن دبلوماسية تقليدية، بل حملت أبعادًا أمنية خطيرة، حيث جرت مناقشة اتفاقيات تعاون أمني تحت غطاء “مكافحة الإرهاب”، فيما تشير مصادر غربية إلى أن الهدف الأساسي هو وضع اليد على مناجم الذهب واليورانيوم شمال النيجر.

خطة خنق استراتيجي ضد الجزائر

 

تشير التحليلات إلى أن الإمارات تسعى من خلال تحركاتها الأخيرة إلى تشكيل طوق جيوسياسي يضغط على الجزائر من الجنوب الشرقي، مستغلة المساحات المفتوحة في الصحراء الكبرى، وضعف الدولة المركزية في ليبيا والنيجر. وتشمل الخطة:

1. فتح جبهات تهريب وفوضى حدودية قرب أدرار وتمنراست.

2. دعم جماعات مسلحة تنشط في الجنوب الليبي والنيجر.

3. قطع العمق الاستراتيجي الجزائري في الساحل بعد تراجع النفوذ الفرنسي.

مخاوف متصاعدة وتحذيرات من تصعيد إقليمي

تزايد الوجود الأمني الإماراتي في مدن مثل غات وأوباري الليبية، فضلاً عن اجتماعات سرية بين ضباط من النيجر وعناصر تابعة لأجهزة طحنون بن زايد، أثار مخاوف من موجة عدم استقرار جديدة في المنطقة، قد تجر إليها أطرافًا إقليمية ودولية.

ويرى مراقبون أن التحرك الإماراتي، القائم على أدوات غير رسمية واتفاقيات رمادية، يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الجزائري، ويستدعي استجابة استخباراتية عاجلة، خاصة في المثلث الحدودي بين النيجر، الجزائر، وليبيا.

خاتمة

ما بين الفوضى الإقليمية والفراغ الأمني، تجد الإمارات في النيجر منصة بديلة لتعويض خسائرها في السودان وتشاد. غير أن هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطر جيوسياسية متزايدة، في منطقة تعاني من هشاشة أنظمتها الحاكمة وسرعة اشتعال نزاعاتها الحدودية والعرقية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى