اقتصاد

انهيار الزراعة يهدد الأمن الغذائي

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

انهيار الزراعة يهدد الأمن الغذائي

في قلب أرض السواد التي طالما عُرفت بخصوبتها، يقف السودان اليوم أمام مأساة زراعية غير مسبوقة. آلاف الأفدنة في مشروع الجزيرة ومشاريع كبرى أخرى جفّت عطشًا بعدما تراكم الطمي والحشائش في قنوات الري دون صيانة لسنوات. وبينما يذبل محصول الذرة واقفًا، يذبل معه أمل ملايين السودانيين في غذاء آمن ومستقبل أفضل

زراعة تحت الحصار

منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، انهارت الزراعة في معظم ولايات السودان. وبحسب الخبير الاقتصادي هيثم محمد فتحي، فإن الحرب دمّرت ما يقارب 65% من القطاع الزراعي، مع نزوح المزارعين، وتوقف الإمدادات من بذور وأسمدة ووقود. هذا التراجع ضرب عمود الاقتصاد السوداني الذي يعتمد بنسبة 33% على الزراعة

خسائر بمليارات الدولارات

مشروع الجزيرة وحده خسر بين 15 – 20 مليار دولار.

مشروع الرهد تجاوزت خسائره 65 مليون دولار

بنك الجينات الزراعي فقد آلاف الموارد الوراثية.

إجمالي الخسائر الزراعية في السودان قدّرته وزارة الزراعة بنحو 10 مليارات دولار

النساء في مواجهة العاصفة

أظهرت دراسة لمنظمة كير الدولية أن النساء المزارعات يواجهن تحديات مضاعفة

96% من المشاركات في جبل مرة أكدن أن انعدام الأمن يمنعهن من الزراعة

88% أشرن إلى نقص التمويل كأكبر عائق

كثير من الأسر باتت تلجأ إلى وجبة واحدة في اليوم كوسيلة للبقاء

الزراعة المطرية خارج الخدمة

في دارفور وكردفان، خرجت أكثر من 90% من الزراعة المطرية عن الإنتاج بعدما تحولت الحقول إلى ساحات للعمليات العسكرية. محاصيل أساسية مثل الذرة والسمسم والفول السوداني لم تعد تصل إلى الأسواق، ما ضاعف من أزمة الغذاء

جرس إنذار للأمن الغذائي

وفقًا لتقديرات التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، فإن نحو 24.6 مليون سوداني – أي نصف السكان – يحتاجون الآن إلى مساعدات غذائية عاجلة، بزيادة واضحة عن 21 مليون شخص في منتصف العام

حلول مؤجلة

وزير الزراعة أبو بكر عمر البشري كشف عن خطة تحفيزية لإنقاذ الموسم الشتوي، تشمل

زيادة رأس مال البنك الزراعي

إنشاء صندوق ولائي لتوفير الوقود والتقاوى.

إعادة جدولة ديون المزارعين لمدة 18 شهرًا.

لكن خبراء يرون أن هذه الإجراءات متأخرة، وأن الأزمة أكبر من إمكانيات الحكومة الحالية

🔍 الخلاصة

السودان اليوم يقف أمام معادلة خطيرة: أرض خصبة بلا زراعة، وشعب جائع رغم ثرواته. استمرار الحرب والإهمال يعني أن الأزمة الزراعية ستتحول إلى مجاعة شاملة ما لم تتدخل جهود محلية ودولية عاجلة لإنقاذ ما تبقى من الموسم الزراعي وحماية الأمن الغذائي

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى