انهيار الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية… تحذيرات من استمرار ارتفاع الأسعار في 2026
متابعات -السودان الآن

انهيار الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية… تحذيرات من استمرار ارتفاع الأسعار في 2026
السوق الموازية تحدد الأسعار وسط أزمة اقتصادية ونزاع مستمر في السودان
متابعات – السودان الآن – يشهد السودان استمرارًا في انهيار الجنيه السوداني مقابل الدولار والعملات الأجنبية، في ظل ضغط اقتصادي مركب يجمع بين الأزمة النقدية العميقة والنزاع المسلح المستمر. ويعكس ارتفاع أسعار الصرف في السوق الموازية هشاشة الاقتصاد وارتفاع تكلفة المعيشة للمواطنين.
تداولت العملات الأجنبية يوم 26 ديسمبر عند مستويات قياسية، مع استمرار ارتفاع اليورو، الريال القطري، والجنيه المصري، بينما وصل الدولار إلى نحو 3750 جنيهًا للبيع و3665 جنيهًا للشراء. ويشير اتساع الفجوة بين سعري البيع والشراء إلى توقعات بمزيد من الانخفاض لقيمة الجنيه، مدفوعة بالطلب الموسمي على النقد الأجنبي وارتفاع فاتورة الواردات الغذائية.
وتزامن ضعف الجنيه مع اتساع النزاع السياسي والعسكري، ما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتراجع القوة الشرائية، إلى جانب فقدان السوق الرسمية لدورها المرجعي، واعتماد المستوردين على السوق الموازية في التسعير.
كما تراجعت التحويلات الخارجية بنحو 70%، وانخفضت الصادرات الزراعية والمعدنية بسبب تعطّل سلاسل الإمداد، ما أدى إلى تقلص تدفقات النقد الأجنبي وزيادة اعتماد الاقتصاد على الواردات الغذائية.
وتشير التقديرات إلى أن السودان يواجه واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية خلال 2025، مع تدهور الإنتاج الزراعي وارتفاع مستويات النزوح، في وقت يواجه فيه البنك المركزي صعوبات كبيرة في إدارة السيولة وسط توسع تمويل العجز عبر إصدار العملة المحلية، ما زاد من الضغوط التضخمية.
ويقدّر الخبراء أن الجنيه فقد ما بين 80% و90% من قيمته منذ اندلاع النزاع، في اقتصاد بات أقرب إلى “اقتصاد الحرب”، حيث تتداخل الأنشطة غير الرسمية مع مسارات التهريب والسيطرة على الموارد.
مع اقتراب 2026، تشير التوقعات إلى استمرار ضغوط أسعار الصرف في حال عدم حدوث تحسن في تدفقات النقد الأجنبي أو انفراج سياسي، وسط توقعات بتجاوز سعر الدولار 5000 جنيه خلال الربع الأول من العام المقبل










