متابعات – السودان الان – توقع محللون سودانيون في تصريحات لـ”إرم نيوز” أن تلقى الدعوات لتشكيل جبهة مدنية واسعة لمناهضة الحرب استجابة من القوى السياسية والنقابية، مما قد يسهم في تشكيل رأي عام ضد استمرار النزاع الذي أثر بشكل كبير على حياة السودانيين وأدى إلى مجاعة تهدد أكثر من نصف السكان.
وانطلقت هذه الدعوات خلال الأيام الماضية بقيادة عبدالله حمدوك، رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، الذي يسعى لتشكيل جبهة وطنية تجمع السودانيين لمعارضة الحرب، ودفع طرفي النزاع إلى التفاوض وإيقاف إطلاق النار. ويعمل حمدوك على حشد الدعم الدولي لوقف الحرب، محاولًا تسليط الضوء على معاناة المدنيين الذين نزحوا بسبب الصراع.
في هذا الإطار، يقوم حمدوك بزيارة العاصمة البريطانية لندن للمشاركة في فعاليات تهدف إلى مناقشة الأزمة السودانية وإيجاد سبل لحلها. وأشار إلى أن السودان يمر بأزمة وجودية تتطلب تضافر الجهود لإنقاذ البلاد، مؤكدًا أن التنسيقية تمثل مشروعًا في الاتجاه الصحيح، رغم أنها لا تشمل كل السودانيين.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي صلاح حسن جمعة أن فكرة الجبهة المدنية العريضة هي مقترح قديم من القوى السياسية المحايدة، وقد تساهم في إنهاء الأزمة السودانية. وأكد أن حمدوك قطع شوطًا كبيرًا في تحقيق هذا الهدف عبر تكوين تنسيقية “تقدم”، التي تجمع قوى سياسية ومدنية مختلفة حول هدف مشترك هو تحقيق التحول المدني الديمقراطي.
ويعتقد جمعة أن هذه الجبهة إذا تشكلت، ستعزز الصوت المدني المناهض للحرب، مما قد يخلق بيئة ملائمة لإجبار طرفي النزاع على التفاوض. ويحظى حمدوك بقبول واسع بين السودانيين ويعتبر شخصية مؤثرة في الساحة السياسية الإقليمية والدولية.
على الرغم من ذلك، تواجه تحركات حمدوك المعارضة من أنصار قائد الجيش السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، الذين يسعون لتشويه سمعته. ويرى المحلل السياسي عمار الباقر أن أنصار البرهان يشعرون بالقلق من تأثير رؤية حمدوك الساعية لوقف الحرب على موقفهم، خاصةً أنها تعكس الواقع المرير الذي يعيشه السودانيون.
وأكد حمدوك في ندوة بلندن أنه يسعى لوقف الحرب دون أي طموحات شخصية، مشيرًا إلى أن هناك العديد من السودانيين المؤهلين أكثر منه لقيادة البلاد بعد انتهاء النزاع.