متابعات – السودان الان – دعا روبرت وود، الممثل البديل للشؤون السياسية الخاصة في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، كل من السودان وجنوب السودان إلى تسهيل وصول قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة إلى منطقة أبيي. وأكد على ضرورة التعاون بين الجانبين لضمان استقرار المنطقة.
وشدد وود على أهمية السماح للشركاء في المجال الإنساني بالوصول الكامل والآمن إلى جميع أنحاء منطقة أبيي الحدودية، معتبرًا أن هذا أمر حيوي لتلبية احتياجات السكان المحليين وتقديم المساعدات اللازمة.
تأتي هذه الدعوات في وقت حساس، حيث تواجه المنطقة تحديات كبيرة تتعلق بالأمن والوضع الإنساني. ويأمل المجتمع الدولي أن تستجيب الخرطوم وجوبا لهذه المناشدات لضمان سلامة وأمن المواطنين في أبيي.
من جهة أخرى، قالت مارثا أما أكيا بوبي، مساعدة الأمين العام لشؤون أفريقيا في الأمم المتحدة، في إحاطتها لمجلس الأمن يوم الأربعاء، إن الحرب في السودان والاضطراب السياسي في جنوب السودان قد أعاقا التقدم في الحوار السياسي حول الوضع النهائي لمنطقة أبيي المتنازع عليها بين البلدين. وأكدت على الحاجة لدعم قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي (يونيسفا) لتعزيز قدرتها على تنفيذ مهمتها قبل انتهاء فترة عملها في 14 نوفمبر.
وتناولت مارثا في إحاطتها الوضع الأمني في المنطقة، مشيرة إلى أن تدهور الأمن أدى إلى تعطيل إنتاج النفط وصادراته في جنوب السودان، مما زاد من تفاقم الوضع المالي. كما تحدثت عن الأوضاع الإنسانية الصعبة، حيث هرب مئات الآلاف من اللاجئين بسبب النزاع في السودان إلى جنوب السودان، في ظل ظروف قاسية تتضمن نقص المياه الصالحة للشرب والغذاء والخدمات الصحية.
كما أكدت مارثا على استمرار وجود الأسلحة في منطقة أبيي، مشيرة إلى دخول مجموعة من مقاتلي قوات الدعم السريع في 21 أكتوبر الماضي، الذين قاموا بنهب مناطق في مقاطعتي أمان أقواك وميجاك. ولفتت إلى أن تحركات الجماعات المسلحة تسهم في تفاقم الوضع الأمني المتوتر في المنطقة.
وأشارت إلى أن تحديات تغير المناخ، مثل الأمطار الغزيرة والفيضانات الأخيرة، أدت إلى نزوح أكثر من 18 ألف شخص في أبيي، بالإضافة إلى تأثيرها على المحاصيل والبنية التحتية وتعطيل الخدمات الأساسية. كما أكدت أن الحرب المستمرة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع قد دخلت شهرها التاسع عشر، مما يهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي ومنطقة الساحل.
وشددت مارثا على أن تحقيق التنفيذ الكامل للقرار 2046 (2012) يتعذر دون إيجاد حل للصراع في السودان. وفيما يخص قوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي، أكدت أنه رغم غياب التقدم في الحوار بين السودان وجنوب السودان حول الوضع النهائي لأبيي، تواصل البعثة مراقبة الوضع ورصد الظروف الملائمة لاستئناف المحادثات، إلى جانب دعم الآلية السياسية والأمنية المشتركة في المنطقة.
كما نبهت إلى القلق بشأن الوجود الأمني من جنوب السودان في منطقة جنوب أبيي، ما يُعتبر انتهاكًا لاتفاق 2011 بين البلدين، مما يعيق حرية حركة قوات الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة. وطالبت سلطات جوبا بالانسحاب، ودعت إلى التعاون مع القوة الأممية لتسهيل عمل آلية الأمن السياسي المشترك.
وفي ختام حديثها، دعت مارثا مجلس الأمن إلى تقديم المزيد من الدعم لقوة الأمم المتحدة الأمنية المؤقتة في أبيي، لتمكين نشر الشرطة التابعة للأمم المتحدة بشكل كامل في ظل تزايد الحاجة إلى تعزيز سيادة القانون في المنطقة.