متابعات – السودان الان – أكد الدكتور جعفر محمدين، الأمين العام لمؤتمر الكنابي في السودان، أن ما يحدث اليوم هو حرب عبثية قضت على جميع آمال الشعب السوداني في تحقيق التحول الديمقراطي بعد ثورة 19 ديسمبر/كانون الأول 2019.
وفي تصريحاته لوكالة “سبوتنيك”، أشار محمدين إلى أن الحرب أسفرت عن العديد من الانتهاكات والجرائم بحق المدنيين، مؤكداً أنها غير مقبولة على جميع الأصعدة. وأوضح أن الحرب ولدت معاناة كبيرة وجلبت دماء لم تجف منذ اندلاعها، سواء من خلال القتل الذي تم على يد قوات الدعم السريع أو من خلال قصف طيران الجيش لأهل دارفور.
وأكد محمدين، باسم مركزية مؤتمر الكنابي، على ضرورة وقف الحرب فوراً واللجوء إلى التفاوض كحل مثالي لجميع قضايا الشعب السوداني، مذكراً أن استخدام السلاح كان السبب في انفصال جنوب السودان، وهو أمر لا يمكن السماح بتكراره.
وأضاف أن الوضع الحالي قد يؤدي إلى تقسيم السودان، وخاصة في إقليم دارفور، مشيراً إلى أن الحرب تسببت في خسائر بشرية واقتصادية هائلة، فضلاً عن الدمار في البنية التحتية. ومع ذلك، شدد على أن لديهم الأمل في إنهاء هذه الحرب من أجل بناء نهضة جديدة للشعب السوداني.
وفيما يتعلق بتأثير الحرب على مجتمعات الكنابي، قال محمدين إن هذه المجتمعات كانت من أكثر المتضررين، حيث تم تدميرها بالكامل وارتكاب أبشع المجازر بحقها. وأدان بشدة طرفي الحرب لتسببهم في فقدان أرواح المواطنين السودانيين، محذراً من أن هذه الحرب قد تؤدي إلى اندلاع حرب أهلية.
وفي رد على ما تناولته بعض وسائل الإعلام حول دعم الكنابي لأحد طرفي الحرب، أكد محمدين أن مركزية مؤتمر الكنابي لم تصدر أي بيان تأييد أو دعم لأي طرف، مشدداً على أن أبناء الكنابي يقفون مع القوات المسلحة منذ بداية الحرب، ويقدمون أرواحهم رخيصة في سبيل الوطن. وأضاف أن اتهامات التخوين جاءت قبل أن تجف دماء شهداء أبناء الكنابي في صفوف القوات المسلحة.
ويذكر أن الكنابي كانت في البداية تجمعات للعمال الموسميين في المشاريع الزراعية المروية، قبل أن تتحول مع مرور الوقت إلى مناطق سكنية لعمال وأسرهم، بالإضافة إلى من فروا من مناطق الجفاف والحروب أو ساعين لتحسين ظروفهم الاقتصادية. ومنذ ذلك الحين، أصبح سكان الكنابي، خاصة النساء، أساس العمل الزراعي في السودان، وتحملوا مسؤولية رفع الإنتاجية في المشاريع الزراعية رغم الظروف الصعبة والتعرض للأمراض الناتجة عن المبيدات السامة.