متابعات – السودان الان – لا مفر من استمرار الصراع في السودان ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي قريب. إذ يسعى طرفا النزاع لتحقيق انتصار عسكري حاسم، مما يزيد من تعقيد الجهود السلمية.
السودان أصبح ساحة لحروب بالوكالة
تشهد البلاد تصاعدًا في العنف منذ أسابيع، أودى بحياة مئات المدنيين. يسعى كل من الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو لتحقيق نصر عسكري في ظل غياب أي مؤشرات على حل سياسي لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من عام ونصف، بحسب خبراء.
-
تفاصيل جديدة حول لقاء البرهان بالمبعوث الأمريكينوفمبر 21, 2024
تفاقمت الاشتباكات مؤخراً في ولايتي الجزيرة (وسط السودان) وشمال دارفور (غرب السودان)، مع استمرار الصراع الذي بدأ في أبريل 2023 والذي تسبب في مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 11 مليون شخص، وفقًا للأمم المتحدة. كما أدت الحرب إلى أزمة إنسانية تُعد من الأسوأ في التاريخ الحديث، ووضع السودان على حافة المجاعة.
في تحقيق للأمم المتحدة الشهر الماضي، تم توجيه اتهامات للطرفين بارتكاب “انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان”. ويشير محمد عثمان، الباحث السوداني بمنظمة “هيومن رايتس ووتش”، إلى أن الطرفين يواصلان الاعتماد على الحلول العسكرية دون إبداء رغبة حقيقية في البحث عن حلول سياسية أو تخفيف معاناة المدنيين.
أماني الطويل، مديرة البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية، ترى أن العنف يتصاعد بسبب غياب الأمل في التوصل إلى حل سياسي، بينما يسعى كل طرف لتحقيق نصر عسكري حاسم.
يرى الأستاذ محمود زكريا من جامعة القاهرة أن انسداد مسارات الحل السلمي، سواء على المستوى الدولي أو الإقليمي، يؤدي إلى تفاقم العنف. ورغم محاولات سابقة للتفاوض في جدة برعاية سعودية، لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار.
الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يواصلان الصراع على النفوذ، فالجيش يسيطر على شمال وجنوب السودان الشرقي، بينما تسيطر قوات الدعم السريع على معظم الخرطوم وإقليم دارفور ومساحات كبيرة من كردفان. تدور المعارك حالياً في وسط البلاد، حيث يسعى كل طرف لتعزيز نفوذه.
في الأسابيع الأخيرة، زادت حدة القتال في ولاية الجزيرة، التي تُعتبر منطقة استراتيجية لكونها مصدر الغذاء الرئيسي للسودان. كذلك، يشهد شمال دارفور اشتباكات مكثفة، حيث تحاول قوات الدعم السريع بسط سيطرتها على المنطقة.
يرى محللون أن السودان أصبح مسرحاً لحروب بالوكالة، في ظل اتهامات بتدخلات دولية وإقليمية تزيد من تعقيد الوضع وتؤخر استعادة الاستقرار.