متابعات – السودان الان – كشف الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، يان إيغلاند، عن المعاناة المستمرة لـ 20 مليون سوداني جراء العنف المستمر، محذرًا من أن السودان على وشك الانهيار الشامل بعد عام ونصف من الحرب. وأشار إلى تزايد معدلات الجوع والنزوح القسري، مؤكدًا أن ما يحدث يعد أسوأ أزمة إنسانية في العالم، في الوقت الذي تواجه فيه هذه الأزمة صمتًا عالميًا. وأضاف إيغلاند: “يجب أن نحث العالم على التحرك قبل أن تلتهم المجاعة جيلًا من الأطفال”.
وأكد إيغلاند خلال تصريحات عقب زيارته الأخيرة إلى السودان أن الأوضاع الإنسانية تتدهور بشكل سريع، مشيرًا إلى الهجمات العشوائية والحرب المدمرة التي تتسبب في وفاة الآلاف ونزوح مئات الآلاف. وقال: “في الشهر الماضي فقط، قُتل أكثر من 2,500 شخص ونزح أكثر من 250,000 آخرين”. وأضاف أن ما يواجهه السودانيون هو سياسة الأرض المحروقة، حيث يتم تدمير القرى وإعدام المدنيين واغتصاب النساء.
إيغلاند أيضًا أشار إلى أن الصراع في السودان أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث نزح أكثر من 11 مليون شخص داخليًا، فيما لجأ ثلاثة ملايين آخرين إلى دول الجوار مثل تشاد ومصر وجنوب السودان. وأوضح أن واحدًا من كل خمسة سودانيين أصبح نازحًا، وأن المناطق الآمنة المتبقية مكتظة بالسكان، مع تدهور الأوضاع بشكل متسارع.
وأضاف إيغلاند أن الجوع يفتك بحياة العديد من الأشخاص يوميًا، وأن حوالي نصف سكان السودان بحاجة ماسة إلى الغذاء، في حين أن 1.5 مليون شخص يقفون على حافة المجاعة. واصفًا الوضع بأنه “مأساة من صنع الإنسان”، أكد أن الأطراف المتحاربة تتحمل المسؤولية عن تفاقم الأزمة الإنسانية، عبر منع الوصول إلى المساعدات.
وأشار إيغلاند إلى أن الاستجابة الإنسانية لا تواكب الاحتياجات، بسبب نقص التمويل الحاد، مما يترك المنظمات مثل المجلس النرويجي للاجئين في وضع صعب لاتخاذ قرارات حاسمة بشأن من يمكن مساعدته. وأضاف: “تلقّت الاستجابة الإنسانية أقل من نصف التمويل المطلوب، مما أجبرنا على إغلاق مطابخ الحساء في الخرطوم، وهو ما كان يمثل شريان حياة للعديد من الأشخاص”.
وفي ختام تصريحاته، انتقد إيغلاند تقاعس المجتمع الدولي عن التحرك بشكل فعال، مؤكدًا أن التغريدات والمواقف المترددة لا تكفي في مواجهة حجم المأساة. ودعا إلى استجابة طارئة ومتكاملة من المجتمع الدولي، وقال: “السودان بحاجة إلى استجابة عالمية تتناسب مع حجم هذه الأزمة. يجب أن نتحرك قبل أن تدمر المجاعة والدمار المجتمعات السودانية بالكامل”.