متابعات – السودان الان – صرّح كريستوس كريستو، رئيس منظمة “أطباء بلا حدود“، أن النزاع المستمر في السودان تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة، تؤثر بشكل خاص على النساء والأطفال. وأوضح أن العديد من الأطفال، حتى الرضّع منهم، تعرضوا لإصابات خطيرة بسبب استخدام الذخيرة الحية في مناطق حساسة كالرأس والصدر، مما يعكس حجم المعاناة الإنسانية.
كريستو وصف الوضع بأنه الأسوأ في تاريخ المنظمة، حيث نزحت آلاف الأسر تاركة منازلها دون أي متاع، ما جعل من الصعب تأمين الاحتياجات الأساسية كالطعام والماء والأدوية. وأضاف أن سوء التغذية الحاد أصبح شائعًا بين النساء الحوامل والمرضعات والأطفال، خاصة في دارفور، حيث تظهر الأرقام أن ثلث الأطفال الذين خضعوا للفحص يعانون من سوء تغذية حاد.
في الخرطوم، أظهرت الفحوصات الطبية لأكثر من 4200 امرأة وطفل أن الجميع يعانون من درجات متفاوتة من سوء التغذية. كما كشف كريستو أن مستشفى المنظمة في العاصمة يعاني من حصار يعيق وصول الإمدادات الطبية اللازمة، مما يفاقم من الأزمة الصحية.
وأشار تقرير للمنظمة إلى أن النزاع في دارفور أخذ طابعًا عرقيًا، حيث تسببت الأحداث في غرب الإقليم بمقتل الآلاف ونزوح أكثر من 500 ألف شخص إلى تشاد. كما أظهرت الإحصائيات أن نسبة وفيات الأمهات تجاوزت 7% في جنوب دارفور منذ بداية العام الجاري، وهو مؤشر خطير على تدهور الوضع الصحي في المنطقة.
وأكد كريستو ضرورة تكثيف الجهود الدولية لتقديم الدعم الإنساني العاجل، محذرًا من أن استمرار الصراع سيؤدي إلى مزيد من الوفيات التي يمكن تجنبها إذا توفرت المساعدات الطبية اللازمة.
