المرافعات الختامية في محاكمة علي كوشيب: أول محاكمة لجرائم حرب في دارفور تصل مرحلتها النهائية
متابعات – السودان الان
متابعات – السودان الان – بدأت في محكمة لاهاي المرافعات الختامية ضد علي عبد الرحمن، المعروف بـ”علي كوشيب”، المتهم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور بين عامي 2003 و2004. وخلال المرافعات، أكد مدعي المحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، أن الأدلة التي قُدمت على مدى عامين تثبت تورط المتهم في قيادة ميليشيات مسلحة وارتكاب فظائع شملت القتل الجماعي، التعذيب، الاغتصاب، وحرق القرى ونهبها.
وأشار خان إلى أن كوشيب كان قائدًا بارزًا لميليشيا “الجنجويد”، المدعومة من الحكومة السودانية آنذاك، والتي استهدفت المدنيين ضمن حملة عنف ممنهجة، مؤكدًا أن الضحايا لم يكونوا متمردين، بل مدنيين أبرياء من شعب الفور.
من جهته، دفع الدفاع ببراءة المتهم، زاعمًا أنه لم يكن زعيمًا للميليشيا ولم يشرف على مقاتلي “الجنجويد”.
تعد هذه المحاكمة الأولى من نوعها فيما يتعلق بجرائم دارفور منذ أن أحال مجلس الأمن القضية إلى المحكمة الجنائية الدولية في 2005. وقد استمعت المحكمة إلى شهادات 56 شاهدًا، من بينهم ناجون وذوو الضحايا، الذين قدموا روايات تفصيلية عن الجرائم المرتكبة.
الصراع في دارفور نشأ حين حمل متمردون غير عرب السلاح ضد الحكومة السودانية، متهمين إياها بتهميش الإقليم. وردت الحكومة بتسليح ميليشيات “الجنجويد”، مما أدى إلى موجة عنف وصفتها منظمات حقوقية بأنها إبادة جماعية.
رغم مرور 20 عامًا، يستمر العنف في دارفور، خاصة مع تجدد الصراع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأعلن كريم خان في يونيو الماضي عن تحقيقات جديدة في جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ارتُكبت مؤخرًا في الإقليم.
المرافعات الختامية ستستمر حتى 13 ديسمبر 2024. ووصف خان المحاكمة بأنها “بارقة أمل” للضحايا، مؤكدًا أهمية تحقيق العدالة لأولئك الذين عانوا من العنف وفقدوا أحبائهم وممتلكاتهم. علي كوشيب يواجه 31 تهمة تتعلق بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ومن المتوقع أن تُصدر المحكمة قرارها النهائي قريبًا.