نازحو الفاشر في قولو: معاناة قاسية وسط غياب الدعم الإنساني والصحي
متابعات – السودان الان
متابعات – السودان الان – يعاني النازحون الذين فروا من المعارك في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، من أوضاع إنسانية مأساوية في منطقة قولو بجبل مرة، ولاية وسط دارفور. وأشار العديد من هؤلاء النازحين إلى نقص المساعدات الإنسانية والخدمات الصحية والغذائية، مما يزيد من معاناتهم في ظل الظروف المتدهورة. دفعت الاشتباكات المستمرة والقصف الجوي والمدفعي الآلاف من السكان إلى مغادرة منازلهم، حيث وصل نحو 6 آلاف نازح إلى قولو، التي تسيطر عليها حركة تحرير السودان بقيادة عبد الواحد محمد نور.
في حديثها مع “دارفور24″، أكدت النازحة مني مكي أنها انتقلت من الفاشر إلى قولو، حيث قضت أكثر من أسبوعين داخل مقر مفوضية الشؤون الإنسانية دون تلقي أي دعم، رغم تسجيلها في كشوفات النازحين. وأضافت أن المفوضية طلبت منهم البحث عن مراكز إيواء بديلة، مما يعكس نقص الدعم المقدم للنازحين. وأشارت إلى أن تكدس الأسر في مراكز النزوح يزيد من تفاقم الوضع الإنساني.
وأوضحت مني مكي أن هناك غياباً للمنظمات أو الجهات الحكومية التي تقدم الدعم للنساء الحوامل أو الرعاية الصحية الأولية أو التغذية، مشددة على أن الأطفال وكبار السن يعانون من مخاطر صحية كبيرة في ظل نقص الأدوية والخدمات الصحية في المنطقة. هذه الظروف تتطلب استجابة عاجلة من المنظمات الإنسانية والجهات الحكومية لتوفير المساعدات اللازمة للنازحين.
من جهتها، أفادت النازحة عزيزة آدم إسماعيل بأنها تعاني من مرض السكري وهي في مراحل الحمل الأخيرة، وقد وصلت إلى قولو في الأيام القليلة الماضية. وأوضحت أن المفوضية قامت بتوزيعها ضمن مجموعة النازحين في مركز الشباب المخصص للنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون من الأمراض المزمنة، لكنها لم تتلقَ أي دعم من المنظمات الإنسانية المتواجدة في المنطقة.
وأشارت عزيزة إلى أن النازحين يواجهون ظروفًا قاسية، حيث يعانون من البرد الشديد، مما يضطرهم لاستخدام البطانيات والجوالات لحمايتهم من برودة الشتاء وأشعة الشمس الحارقة أثناء إقامتهم تحت الأشجار. كما أكدت أن مصادر مياه الشرب بعيدة عن أماكن سكنهم، مما يزيد من معاناتهم اليومية.
وفي ظل هذه الظروف الصعبة، ناشدت عزيزة المنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لتلبية احتياجاتهم ومراعاة أوضاعهم الإنسانية الحرجة، في وقت تستقبل فيه المنطقة يومياً عشرات الأسر النازحة من شمال دارفور نتيجة استمرار الاشتباكات في مدينة الفاشر، مما يزيد من تفاقم الوضع الإنساني في جبل مرة.