
متابعات – السودان الان – كشفت مصادر مطلعة لـ”الشرق الأوسط” أن المبعوث الأممي إلى السودان، رمطان لعمامرة، بدأ ترتيبات لتوجيه دعوات إلى الجيش السوداني و”قوات الدعم السريع” لاستئناف محادثات غير مباشرة في يناير المقبل بمدينة جنيف السويسرية، تركز بشكل رئيسي على ملف حماية المدنيين.
وأكدت المصادر أن مجموعة “متحالفون من أجل إنقاذ الأرواح وتحقيق السلام في السودان (ALPS)”، التي تضم الولايات المتحدة، السعودية، الإمارات، مصر، سويسرا، الاتحاد الأفريقي، والأمم المتحدة، أجرت مشاورات مع ممثلي المجتمع المدني السوداني من الشباب، النساء والمنظمات، لعرض رؤاهم ضمن أجندة المباحثات القادمة.
وأفادت التقارير أن “قوات الدعم السريع” أبدت موافقتها على استئناف المحادثات، بينما أظهر الجيش السوداني موافقة “شبه مبدئية” دون إعلان رسمي. وأوضحت المصادر أن المبعوث الأممي، رمطان لعمامرة، سيشرف بنفسه على المحادثات للوصول إلى اتفاق مُلزم لحماية المدنيين، مما قد يفتح الباب لتفاهمات أوسع حول قضايا أخرى متعلقة بوقف الأعمال العدائية.
وكانت جولة محادثات جنيف السابقة في أغسطس الماضي قد أفضت إلى اتفاق حول فتح ممرات إنسانية وإيصال المساعدات إلى مناطق النزاع في دارفور وكردفان، بناءً على “إعلان جدة”. ومع ذلك، تعثرت المحادثات السابقة بسبب غياب وفد الجيش، الذي أصر على تمثيل الحكومة السودانية رسميًا، ما تحفظ عليه الجانب الأميركي.
وأشارت المصادر إلى أن الجولة المرتقبة ستعمل على اختراق كبير يقود إلى إجراءات ميدانية لوقف العدائيات، بما يسهم في تمهيد الأرضية لاتفاق وقف إطلاق نار شامل. كما كشفت عن زيارة مرتقبة للمبعوث الأممي إلى بورتسودان للقاء قيادات مجلس السيادة والحكومة الانتقالية، ودعوة الجانب الحكومي رسميًا للمشاركة.
في سياق متصل، أكد وفد “الدعم السريع” المفاوض أنه لم يتلقَ دعوة رسمية حتى الآن، لكنه أبدى استعداده للنظر في المشاركة بمجرد وصول الدعوة، في وقت جددت فيه التزامها بتحسين أوضاع المدنيين وتنفيذ “إعلان جدة” والتوجيهات الصارمة بمنع الانتهاكات الميدانية.
واختتمت المصادر بالإشارة إلى أن محادثات جنيف المقبلة تمثل فرصة حقيقية للحد من معاناة السودانيين ووقف التدهور الإنساني المستمر، من خلال إلزام الطرفين بتنفيذ إجراءات ملموسة لحماية المدنيين.