متابعات – السودان الان – قال وزير الزراعة والغابات، د. أبو بكر عمر البشرى، في تصريح لصحيفة “السوداني”، إن لجنة المجاعة قدّمت تقريراً يختلف تماماً عن التقرير الذي أعدته بالتنسيق مع الفريق الفني للحكومة السودانية، مشيراً إلى أن التقرير الجديد ضخم الأرقام بشكل مبالغ فيه، في محاولة لإقناع المانحين بتقديم التمويل. وأكد أن هذا التضخيم لا يجب أن يتم على حساب “سيادة الدولة أو زعزعة الأمن في البلاد”.
وأوضح الوزير أن لديهم نسخة من التقرير الذي أعده الفريق الحكومي مع لجنة المجاعة، وأشار إلى أن اللجنة أرسلت لهم تقريراً جديداً دون العمل بالتقرير المشترك، مما اعتبره “تجاوزاً” من جانب اللجنة. وأضاف: “كان من المفترض أن يتم عرض التقرير عليّ أولاً لإجازته أو رفضه، قبل رفعه إلى الجهات الأعلى، ولكنني اطلعت عليه أولاً من خلال وسائل الإعلام، ثم أرسلوا لي نسخة منه.”
فيما يتعلق بتقرير لجنة المجاعة الذي صدر الثلاثاء الماضي، والذي أشار إلى اتساع نطاق المجاعة في السودان إلى خمس مناطق، أكد الوزير أن اللجنة هي لجنة طوعية وليست حكومية، وأن الدول حرة في الانضمام إليها أو عدمه، مشيراً إلى أن انسحاب السودان منها لن يؤثر على تمويل المشاريع الإنسانية في البلاد. وأكد أن السودان عضو في الأمم المتحدة التي تلتزم بتقديم الدعم، وأنه يرحب بكل المساعدات.
كما علق الوزير على تقرير المرصد العالمي للجوع الذي أشار إلى انتشار المجاعة في السودان بسبب النزاع المستمر منذ أبريل 2023، واعتبر أن الحكومة السودانية لا تعيق وصول المساعدات الإنسانية، بل على العكس، سمحت بفتح ثمانية معابر لإيصال المساعدات الغذائية لجميع المتضررين. وقال: “من يدعي أن الحكومة تعيق المساعدات هو غير دقيق، وهذا حديث غير منطقي.”
وأشار إلى أن هناك “هدفاً خفياً” يقف وراء منع المساعدات عن نحو 13 مليون نازح في الولايات الآمنة، وهو أن إعلان المجاعة قد يفتح الباب لتدخلات دولية تشمل إدخال قوات حماية المنظمات الإنسانية وربما قوات دولية، مما قد يؤدي إلى انتهاك سيادة الدولة. وأكد أنه لا توجد معسكرات أو خيام تحمل شعار الأمم المتحدة في المناطق التي يقطنها النازحون، مما يثير التساؤلات حول عرقلة تقديم المساعدات.
أما فيما يخص الإنتاج الزراعي في السودان، فقد أعلن الوزير عن تشكيل لجنة برعاية منظمة الفاو لجمع بيانات حول إنتاج الموسم الصيفي، مشيراً إلى أن النتائج المتوقعة ستكون مرتفعة جداً بسبب الأمطار الجيدة وتوزيعها الجيد هذا الموسم. وأكد أن لجنة المجاعة لم تأخذ في اعتبارها بيانات الإنتاج الصيفي، وإذا أخذوا هذه البيانات لعرفوا أن السودان لا يحتاج إلى دعم كبير.
