متابعات – السودان الآن – في اجتماع استثنائي عُقد في 14 مارس 2025، قرر الاتحاد الأفريقي فرض عقوبات على ميليشيا “الجيش الأبيض” العاملة في جنوب السودان، وتصنيفها كمنظمة إرهابية. ترأس الاجتماع السيد محمود علي يوسف، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، بحضور السيد بانكول أديوي، مفوض الشؤون السياسية والسلم والأمن، وعدد من كبار مسؤولي الاتحاد.
يأتي هذا القرار استجابةً للمخاوف المتزايدة بشأن تورط “الجيش الأبيض” في انتهاكات حقوق الإنسان، هجمات على المدنيين، تجنيد الأطفال، وأعمال تقوض جهود السلام في جنوب السودان. أدان قادة الاتحاد الأفريقي أنشطة الميليشيا، مؤكدين أن مثل هذه الأعمال تهدد الاستقرار الإقليمي وتخالف القانون الإنساني الدولي.
وقد تأكدت أهمية هذا القرار من خلال الهجوم الذي وقع في 7 مارس 2025 على فريق إجلاء مروحية تابعة للأمم المتحدة في الناصر، حيث نصب مسلحو “الجيش الأبيض” كمينًا وأطلقوا النار على الطائرة التي كانت في مهمة لإجلاء جنود قوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان (SSPDF) المحاصرين في المنطقة. أسفر هذا الهجوم عن مقتل جنود من قوات الدفاع الشعبي وموظفين من الأمم المتحدة بطريقة لا إنسانية، مما يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وهجومًا مباشرًا على عمليات حفظ السلام.
ردًا على هذه التطورات، أعلن الاتحاد الأفريقي عن التدابير التالية:
1. فرض عقوبات محددة على الأفراد والكيانات المرتبطة بـ”الجيش الأبيض”، بما في ذلك تجميد الأصول، حظر السفر، والقيود المالية.
2. التصنيف الرسمي لـ”الجيش الأبيض” كمنظمة إرهابية، مما يحظر أي دعم أو تمويل أو ارتباط بالجماعة.
3. تعزيز التعاون الأمني الإقليمي لتفكيك عمليات الميليشيا ومنع وقوع المزيد من الهجمات.
4. التعاون مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الأمم المتحدة والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، لتنسيق الإجراءات ضد “الجيش الأبيض”.
وفي حديثه عقب الاجتماع، صرّح رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، السيد محمود علي يوسف، قائلاً: “إن الاتحاد الأفريقي يدين بشدة الأعمال الشنيعة التي ارتكبها ‘الجيش الأبيض’. نحن نتضامن مع شعب جنوب السودان والمجتمع الدولي في ضمان محاسبة المسؤولين عنها. ويظل الاتحاد الأفريقي ملتزمًا باستعادة السلام والأمن في جميع أنحاء المنطقة.”
كما أكد المفوض بانكول أديوي موقف الاتحاد الأفريقي، مشيرًا إلى أن “الاستهداف المتعمد لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وقوات الدفاع الشعبي لجنوب السودان من قبل ‘الجيش الأبيض’ أمر غير مقبول. هذه العقوبات خطوة ضرورية للحد من أنشطة هذه الجماعة المسلحة ومنع المزيد من العنف.”
سيواصل الاتحاد الأفريقي مراقبة الوضع عن كثب، وسيعمل بالتعاون مع الأمم المتحدة، الإيغاد، والشركاء الدوليين الآخرين لتطبيق هذه العقوبات بفعالية. سوف يشرف مجلس السلم والأمن على تنفيذ هذه التدابير ويقدم تحديثات منتظمة حول التقدم المحرز فيها.
