اخبار السودان

من صاحب الشرعية في السودان؟.. قراءة في التصريح الصادم لمساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق

متابعات -السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

من صاحب الشرعية في السودان؟.. قراءة في التصريح الصادم لمساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق

 

يطرح سؤال الشرعية في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023 إشكالية معقدة تتجاوز حدود السياسة الداخلية لتصبح جزءاً من توازنات إقليمية ودولية متشابكة. وفي هذا السياق، جاءت تصريحات مساعد وزير الخارجية الأمريكي الأسبق لتفتح باباً واسعاً للنقاش، إذ اعتبر أن الشرعية السياسية في السودان باتت “مفقودة” وليست حكراً على أي طرف، سواء كان الجيش أو قوات الدعم السريع، بل هي أزمة نظام سياسي كامل انهار بفعل الحرب

1. الصدمة في الطرح

الإجابة بدت صادمة للرأي العام السوداني، لأنها لا تمنح الشرعية لأي سلطة قائمة على الأرض، بل تُقرّ بأن البلاد تعيش فراغاً سيادياً يجعل مؤسسات الدولة أقرب إلى “كيانات أمر واقع” لا إلى سلطات شرعية معترف بها. هذا الطرح يعكس إدراكاً دولياً بأن المعركة في السودان لم تعد صراعاً على الحكم فحسب، بل صراعاً على من يمثل “السودان الدولة” في المجتمع الدولي

2. الشرعية بين الداخل والخارج

داخلياً: تفتقد كل الأطراف القدرة على بناء توافق وطني جامع؛ فالقوى المدنية ممزقة، والمؤسستان العسكريتان (الجيش والدعم السريع) غارقتان في حرب استنزاف لا يملك أي منهما تفويضاً شعبياً واضحاً

خارجياً: المجتمع الدولي منقسم بين أطراف تدعم بقاء الجيش باعتباره المؤسسة الرسمية، وأخرى ترى في الدعم السريع قوة أمر واقع لا يمكن تجاوزها، بينما تميل الدوائر الغربية إلى الحديث عن “ضرورة انتقال مدني”، لكنها تعجز عن فرضه عملياً

3. الأبعاد الأمريكية في الموقف

تصريح المسؤول الأمريكي الأسبق لا ينفصل عن رؤية واشنطن الأوسع

إيصال رسالة للطرفين المتحاربين بأن الدعم الخارجي لن يُترجم إلى اعتراف سياسي كامل

تهيئة المسرح لحل سياسي يقوم على شرعية جديدة تُبنى عبر تسوية أو حوار وطني، وليس عبر الغلبة العسكرية

إبقاء الضغط على القوى المدنية لتوحيد صفوفها، باعتبارها الممر الوحيد لنيل اعتراف دولي متين

4. التداعيات المحتملة

استمرار الحرب سيعني تعميق “أزمة الشرعية”، وتحول السودان إلى ساحة نفوذ إقليمي بلا دولة معترف بها فعلياً

أي تسوية سياسية قادمة ستكون مشروطة بتوافق إقليمي – دولي على “صيغة شرعية انتقالية”، ربما عبر حكومة وحدة أو مجلس مدني – عسكري مؤقت

الاعتراف بالفراغ السياسي قد يمهّد لتدخل أممي أكبر تحت مظلة “حماية الدولة السودانية من الانهيار الكامل

✍️ الخلاصة:

تصريحات المسؤول الأمريكي الأسبق تكشف أن سؤال “من صاحب الشرعية في السودان؟” لم يعد مرتبطاً بالقوة العسكرية أو السيطرة الميدانية، بل بمشروعية سياسية غائبة لا يمكن استعادتها إلا عبر تسوية تاريخية تُعيد تعريف الدولة السودانية نفسها

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى