العد التنازلي للحظة الحسم… علي كوشيب يواجه الحكم التاريخي في هذا التوقيت 

العد التنازلي للحظة الحسم… علي كوشيب يواجه الحكم التاريخي في هذا التوقيت

تترقب أنظار العالم في السادس من أكتوبر المقبل لحظة تاريخية، حيث تصدر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي حكمها النهائي ضد علي كوشيب، المتهم بارتكاب واحدة من أفظع موجات الجرائم التي شهدها إقليم دارفور منذ اندلاع النزاع في السودان عام 2003

ووفق إعلان رسمي صادر عن الدائرة الابتدائية الأولى بالمحكمة، فإن الجلسة ستُعقد علنًا في تمام الساعة الثانية ظهرًا بتوقيت وسط أوروبا، مع بث مباشر عبر المنصة الرسمية للمحكمة، لتتحول إلى حدث عالمي يتابعه الضحايا، ذووهم، ومنظمات حقوق الإنسان عبر القارات الخمس

كوشيب، الذي كان أحد أبرز قادة ميليشيا الجنجويد، يواجه لائحة اتهام ضخمة تضم 31 جريمة، من بينها القتل العمد، الاغتصاب، التعذيب، النهب، وسوء معاملة المدنيين. وخلال المرافعات الختامية في ديسمبر الماضي، اتهمه المدعي العام كريم خان بأنه قاد عمليات منظمة ضد قرى في منطقة وادي صالح بوسط دارفور، مؤكداً أن ما جرى لم يكن مجرد أحداث عشوائية، بل جرائم ممنهجة استهدفت المدنيين العزل

وبحسب نظام روما الأساسي، فإن القضاة سيصدرون قرارهم بالإدانة أو التبرئة بناءً على قناعة راسخة بالأدلة، إذ يبقى المتهم بريئًا حتى تثبت إدانته بما لا يدع مجالًا للشك. كما يُتاح للطرفين لاحقًا حق الاستئناف على الحكم أمام دائرة الاستئناف

اللحظة المرتقبة في أكتوبر ليست مجرد جلسة قضائية، بل يُنظر إليها على أنها امتحان حقيقي لمصداقية العدالة الدولية، ورسالة فاصلة لضحايا دارفور الذين انتظروا أكثر من عقدين ليروا إنصافًا لآلامهم. وبين ترقب المتابعين في السودان وخارجه، يبقى السؤال الأكثر إلحاحًا:

هل يُدين القضاة علي كوشيب بجرائم الحرب، أم يفلت من العدالة في لحظة درامية ستسجلها كتب التاريخ؟