متابعات – السودان الان – شهدت منطقة شرق الجزيرة، خصوصًا في قرية البشاقرة، أوضاعًا مأساوية بعد اقتحام قوات الدعم السريع للمنطقة، حيث تسبب الهجوم في مقتل العديد من المدنيين، ونهب المحلات التجارية، وتدمير المنازل. علي ود حمد، أحد سكان البشاقرة، يروي كيف كان شاهدًا على إطلاق النار في سوق البشاقرة، حيث أصيب أحد شباب القرية، ما دفعه إلى مغادرة منزله مع عائلته نحو قرية التكينة، ليصبح جزءًا من مئات النازحين الذين فروا من الفوضى والدمار.
ورغم الجهود الفردية من المغتربين والنشطاء، لا يزال غياب الدعم الرسمي يشكل تحديًا كبيرًا للنازحين، الذين يعانون من نقص المأوى والمساعدات. ويشهد الوضع مزيدًا من التدهور بعد أن تعرض بعض النازحين الذين توجهوا إلى مدينة شندي للنهب مجددًا من قبل قوات الدعم السريع.
كما أفادت تقارير من قرية البروراب، شرق الجزيرة، بمقتل أكثر من عشرة مدنيين، بينهم عمدة القرية، نتيجة اقتحام قوات الدعم السريع لها، ونهب ممتلكات السكان. وبحسب منظمة الهجرة الدولية، نزح حوالي 135,400 شخص من مناطق عدة في ولاية الجزيرة، باتجاه ولايتي القضارف وكسلا، حيث يواجهون صعوبات في الوصول إلى مناطق آمنة بسبب القيود المفروضة على الحركة.
منطقة البطاحين شهدت تدفق أعداد كبيرة من النازحين، حيث لا تزال الجهود التطوعية، بقيادة أفراد مثل أبو نمارق البطحاني، تواكب تدفق الأعداد الكبيرة. إلا أن زيادة عدد النازحين، الذي تجاوز 15 ألف شخص، فاقمت من صعوبة توفير الدعم اللازم. الأسر المضيفة والعديد من المخيمات التي أُقيمت بفضل تبرعات المغتربين والمنظمات الإنسانية، تواجه صعوبات في تلبية الاحتياجات الأساسية.
في ولاية القضارف، تم استيعاب أكثر من 10 آلاف نازح في مناطق حريرة والفاو والبطانة، مع إنشاء عيادات متنقلة وتوفير الأدوية. لكن، أكدت الناشطة أمنية محمد على أن الأعباء تتزايد على الولاية بسبب نقص الدعم الحكومي المباشر، مما يترك الاعتماد على جهود المنظمات الإنسانية.
وفي ولاية كسلا، يواجه النازحون أوضاعًا كارثية، حيث لا تقتصر معاناتهم على الظروف الصحية السيئة جراء التنقل الطويل، بل تشمل أيضًا قلة المساعدات الإنسانية. وقد تم الإبلاغ عن زيادة في حالات الكوليرا بين النازحين، حيث ارتفعت الإصابات بشكل ملحوظ في بعض المناطق.
وفي ظل هذه الظروف، أشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن النازحين بحاجة ماسة إلى أدوية لمرضى السكري وضغط الدم، بالإضافة إلى توفير مستلزمات النظافة والدعم الخاص للنساء والفتيات للتعامل مع الأوضاع الصعبة التي يعيشونها.