متابعات – السودان الان – أشار الملياردير البريطاني ذو الأصل السوداني، “مو إبراهيم”، إلى ضرورة أن يتدخل مجلس الأمن الدولي بشكل أكبر في النزاع الدائر في السودان، مشددًا على أن الأزمة قد تؤثر قريبًا على دول أخرى خارج حدود السودان.
وفي مقابلة مع صحيفة “لوموند” الفرنسية على هامش “منتدى باريس للسلام” السابع، الذي أُقيم في 11 نوفمبر 2024، تحدث إبراهيم عن الوضع المتدهور في السودان منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. وأشار إلى أن هذا الصراع أسفر عن مقتل أكثر من 150 ألف مدني، مع فشل محاولات الوساطة الدولية. وأكد أن تقاعس الأمم المتحدة قد جعل الوضع أكثر سوءًا، في ظل وجود العديد من أمراء الحرب الذين يزيدون من تعقيد الأزمة.
وأوضح إبراهيم أن استمرار تقاعس المجتمع الدولي قد يؤدي إلى تدخلات خارجية في النزاع، مضيفًا أن السودان يعيش في حالة من الفوضى، وحان الوقت لفرض النظام. وطرح تساؤلاً حول دور الأمم المتحدة إذا لم تتدخل في مثل هذه الحروب، معتبرًا أن مجلس الأمن الدولي يجب أن يتخذ خطوات فعالة لحماية المدنيين السودانيين.
وأكد إبراهيم أن مجلس الأمن ينبغي أن يتحمل مسؤولياته ويستخدم سلطاته لنشر قوة حماية في السودان، مع التركيز على إنشاء مناطق محمية توفر ملاذًا آمنًا للنازحين. وأضاف أن الصراع بين الدول الكبرى في المجلس، مثل الغرب وروسيا والصين، يعوق إيجاد حلول عملية لهذه الأزمة.
وفيما يخص تأثير الحرب في السودان على باقي دول العالم، أوضح “مو إبراهيم” أن الأزمة الإنسانية في السودان أكبر بكثير من الأزمات الأخرى مثل تلك في أوكرانيا وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن تدفق اللاجئين السودانيين (أكثر من مليوني لاجئ) يعطل استقرار المنطقة، وأن أوروبا ستتأثر بشكل كبير في المستقبل القريب.
وشدد على أن الأزمة لا تقتصر على السودان فقط، بل تؤثر أيضًا على الأمن الإقليمي والعالمي، داعيًا الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة إلى تكثيف الجهود لإيجاد حل، خاصة في ظل التأثيرات الممتدة على مناطق تمتد من الساحل إلى البحر الأحمر.
يجدر بالذكر أن “مو إبراهيم” هو مهندس بريطاني ذو أصول سودانية من مدينة حلفا، وهو مؤسس مؤسسة “مو إبراهيم” التي تدعم الحكم الرشيد في إفريقيا عبر تقديم جوائز للمساهمة في تحسين الحوكمة في القارة.