متابعات – السودان الان – بعد نحو 19 شهراً من اندلاع الحرب في السودان، تبنى الكونغرس الأمريكي قراراً يُصنف انتهاكات قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها في إقليم دارفور على أنها “إبادة جماعية”. واعتبر مراقبون أن هذه الخطوة تمثل تحولاً في الموقف الأمريكي، مما قد يؤثر على مسار الحرب ومستقبل قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
ورغم تصويت مجلس النواب الأمريكي بالإجماع لصالح المشروع، طغت التطورات العسكرية في ولاية سنار واستخدام روسيا لحق الفيتو ضد مشروع القرار البريطاني في مجلس الأمن، الذي كان يهدف إلى وقف القتال وحماية المدنيين في السودان.
وكان مشروع القرار قد تم تقديمه في فبراير 2023 من قبل السيناتور الجمهوري جون جيمس، والديمقراطيين بن كاردين وكوري بوكر. وبعد تأجيل التصويت، عاد جيمس في يونيو 2023 ليقدم مسودة جديدة تم التصويت عليها في المجلس الأسبوع الماضي. وفي جلسة مجلس النواب، تحدث جيمس عن الأزمة الإنسانية في السودان وتداعيات الحرب في دارفور، مشيراً إلى دور الإدارة الأمريكية المستقبلية في دعم الشعب السوداني وحماية المدنيين.
المراقبون يرون أن هذه الموافقة تمثل خطوة هامة من قبل المؤسسة التشريعية في الولايات المتحدة، التي تتمتع بثقل كبير في النظام السياسي الأمريكي. وإذا ما حصل القرار على دعم مجلس الشيوخ، فإنه سيؤثر بشكل كبير على مسار الحرب في السودان، إذ سيكون بمثابة قانون نافذ إذا تمت المصادقة عليه من قبل الرئيس الأمريكي.
ومع ذلك، يُحذر بعض الحقوقيين من أن هذه القرارات السياسية لا تترجم بالضرورة إلى تأثيرات فعلية، خاصة أن الإدارة الأمريكية الحالية قد تختلف في موقفها عن مجلس النواب، حيث اعتبر وزير الخارجية الأمريكي أن قوات الدعم السريع والجيش السوداني ارتكبا جرائم حرب.
وتشير بعض الآراء إلى أن الكونغرس الأمريكي قد يمتنع عن تصنيف الدعم السريع “جماعة إرهابية”، مما يفتح الباب أمام إمكانية التفاوض معها، خاصة إذا تم استخدامها كطرف في عملية سياسية لحل النزاع.
فيما يعتقد الناشط الحقوقي سليمان عبد السلام أن تصنيف الدعم السريع كـ “جماعة إرهابية” قد يؤدي إلى فرض عقوبات دولية، وتضعف الدعم المقدم له، ما قد يؤثر على استمرار الحرب.