متابعات – السودان الآن – أبرمت شركة “بايكار” التركية للصناعات الدفاعية – الأكبر في تركيا – صفقة سرية لتوريد أسلحة متطورة إلى الجيش السوداني بقيمة 120 مليون دولار، شملت 8 طائرات مسيرة من طراز “TB2” مزودة برؤوس حربية، وفق وثائق حصلت عليها صحيفة “واشنطن بوست” ونشرتها السبت 8 مارس 2025. وكشفت الوثائق أن الصفقة، التي نُفذت في سبتمبر 2024، رافقتها مناقشات بين مسؤولي “بايكار” وقادة سودانيين حول منح شركات تركية حقوق استغلال مناجم الذهب والنحاس والفضة، بالإضافة إلى تطوير ميناء “أبو عمامة” الاستراتيجي على البحر الأحمر، الذي تسعى روسيا أيضًا للسيطرة عليه عبر اتفاق منفصل.
وأظهرت أدلة مكونة من رسائل نصية وتسجيلات هاتفية ووثائق مالية – تم التحقق من بعضها عبر صور الأقمار الصناعية – أن شحنات الأسلحة وصلت إلى السودان رغم العقوبات الدولية المفروضة على الأطراف المتحاربة، مما يضع أنقرة في مواجهة اتهامات بانتهاك حظر التسلح. وتُعتبر هذه الصفقة جزءًا من نزاع مسلح صنفته الأمم المتحدة كـ”أسوأ أزمة إنسانية عالمية”، حيث تُستخدم الطائرات التركية في عمليات عسكرية أسفرت عن سقوط آلاف المدنيين.
من جهتها، نفت السفارة التركية في واشنطن تقديم أي دعم عسكري لأطراف النزاع في السودان، بينما أكد “ألبر جوسكون” – الخبير الأمني التركي – أن بلاده تمتلك أنظمة مراجعة صارمة لصادرات الأسلحة، دون التعليق على تفاصيل الصفقة. وتجدر الإشارة إلى أن طائرات “TB2” تعتمد على مكونات أمريكية الصنع، مما يثير تساؤلات حول امتثال الشركة التركية لعقوبات واشنطن والاتحاد الأوروبي.
يأتي ذلك بالتزامن مع إعلان السودان وروسيا عن اتفاق لإنشاء قاعدة بحرية في “بورتسودان”، مما يعمق التنافس الدولي على الموارد الاستراتيجية في المنطقة، ويُظهر تعقيدات المشهد الجيوسياسي الذي تُحاول أنقرة تعزيز نفوذها فيه عبر صفقات عسكرية واقتصادية مُربحة.
