
متابعات – السودان الآن – في الساعات الأولى من يوم 21 سبتمبر، استفاق سكان حي مجوك شرق نيالا على صوت طائرة شحن تهبط في المطار، ليرتبط المشهد لديهم بمآسي القصف الجوي الذي طال المدينة سابقًا. لكن هذه المرة، لم يكن هناك دوي انفجارات، مما أثار التساؤلات حول طبيعة هذه الرحلات الجوية المتكررة.
نشاط مكثف لطائرات الشحن في مطار نيالا
تحقق فريق “دارفور24” من هبوط 130 طائرة شحن في مطار نيالا بين 21 سبتمبر و14 مارس. وأفادت مصادر عسكرية وموظفون سابقون في المطار بأن الدعم السريع يستخدم هذه الرحلات لنقل شحنات غير معروفة، حيث تستغرق الطائرات فترات زمنية متفاوتة بين 40 دقيقة وأربع ساعات، مما يعكس اختلاف حجم الشحنات أو طبيعة مهام الطائرات.
أغراض متعددة.. أسلحة، ذهب، أم تنقلات سياسية؟
تشير تقارير متقاطعة إلى أن هذه الطائرات ربما تنقل أسلحة وطائرات مسيرة حديثة إلى قوات الدعم السريع، دون أي تعليق رسمي من الجيش حول هذه المزاعم. في المقابل، توضح مصادر أخرى أن المطار يُستخدم أيضًا كطريق لتهريب الذهب المستخرج من مناجم سنقو والردوم.
ليس ذلك فحسب، بل يُعتقد أن الدعم السريع استغل المطار لنقل وفود إلى نيروبي لحضور مراسم توقيع الميثاق التأسيسي والدستور الانتقالي لحكومته الموازية. كما وردت تقارير عن عودة بعض جنوده من السعودية بعد مشاركتهم في “عاصفة الحزم”.
إعادة تشغيل مشبوهة وتأمين متطور
بدأت عمليات إعادة تشغيل المطار في نوفمبر الماضي، حيث استعانت قوات الدعم السريع بموظفين سابقين في المطار وأدخلت أنظمة تشويش متطورة، مما جعل غارات الجيش أقل دقة. ورغم استهداف المطار عدة مرات، لم تتأثر مدرجاته بشكل كبير، مما سمح باستمرار حركة الطيران.
تحصينات عسكرية وتحويل المطار إلى منطقة مغلقة
تحولت المناطق المحيطة بالمطار إلى منطقة عسكرية مغلقة، حيث أقامت قوات الدعم السريع ارتكازات أمنية لمنع الاقتراب منه، كما وسعت انتشار المضادات الجوية في محيطه. وأشارت مصادر إلى أن هذه المضادات ربما كانت وراء إسقاط طائرة حربية في 24 فبراير.
سكان في مرمى النيران
مع تزايد الغارات الجوية ونشر المضادات، اضطر العديد من سكان الأحياء القريبة إلى النزوح خوفًا من القصف المستمر. في ظل هذا المشهد، يبقى السؤال مفتوحًا: إلى متى سيظل مطار نيالا محورًا للصراع العسكري واللوجستي؟