متابعات – السودان الآن – في خطوة طال انتظارها قد تمثل بارقة أمل نحو استعادة نبض الحياة الطبيعية في العاصمة السودانية المنهكة بالصراع، أعلنت السلطات بولاية الخرطوم عن إعادة فتح الجسور الحيوية التي تربط أطراف العاصمة المثلثة: الخرطوم، الخرطوم بحري، وأم درمان. هذا القرار ينهي عزلة فرضتها شهور من النزاع، حيث ظلت هذه المعابر مغلقة منذ اندلاع الاشتباكات، مما شل حركة المواطنين وأصاب الاقتصاد المحلي بالشلل.
وأكد والي الخرطوم أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود أوسع لإعادة الاستقرار، مشيراً إلى بدء عمليات العودة الطوعية للمواطنين من مصر عبر المعابر البرية، في محاولة لإعادة لم شمل العاصمة وتضميد جراحها.
لكن بصيص الأمل هذا سرعان ما عكر صفوه تصعيد أمني مقلق في الأطراف الجنوبية للعاصمة. فقد أفادت مصادر محلية وشهود عيان بأن قوات الدعم السريع شنت هجوماً عنيفاً على منطقة الجموعية، الواقعة جنوبي أم درمان، مستخدمة قوة قتالية كبيرة قُدرت بأكثر من عشرين عربة مسلحة.
وفي مواجهة هذا الهجوم، لم يقف أهالي المنطقة مكتوفي الأيدي، حيث تصدوا ببسالة لقوات الدعم السريع، مما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني وتعقيداته، خاصة في وقت يتطلع فيه السكان العاديون للعودة إلى ديارهم وحياتهم.
وتصاعدت المخاوف الإنسانية بشكل حاد مع ورود تقارير مروعة تفيد بأن هجمات قوات الدعم السريع على الجموعية خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تلت انسحابها من مناطق بالخرطوم عبر جسر خزان جبل أولياء، قد أسفرت عن مقتل ما يزيد عن 100 شخص من سكان المنطقة. هذه الأرقام المفزعة، إن تأكدت، تمثل مجزرة بحق المدنيين وتدق ناقوس الخطر بشأن المصير المجهول للسكان العالقين في مناطق النزاع، مما يستدعي تحركاً عاجلاً لحمايتهم وتوفير المساعدة اللازمة لهم.
