اخبار السودان

الفاشر تغرق في الكارثة.. قصفٌ لا يتوقف ومجاعة تهدد مليوني نسمة

متابعات - السودان الآن

تابعنا على الواتساب لمزيد من الاخبار

                           

متابعات – السودان الآن – في مشهدٍ يُعيد إلى الأذهان أسوأ فصول أزمة دارفور، تعيش مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور السودانية، أياماً عصيبة تحت وطأة قصف مدفعي عنيف وانهيار كامل للخدمات الأساسية، وسط تحذيرات أممية من مجاعة شاملة قد تفتك بالسكان بحلول مايو المقبل.

أفاد ناشطون محليون، في بيانٍ صدر الأحد، بأن المدينة التي تُعد المعقل الأخير تحت سيطرة الجيش السوداني في الإقليم، تشهد تدهوراً غير مسبوق جراء المواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث تحولت الأسواق إلى خرائب خالية من الغذاء، وتوقف تدفق المساعدات الإنسانية تماماً، بينما ارتفعت أسعار المياه إلى 1500 جنيه سوداني للغالونين (2.5 دولار)، في ظل ندرة السيولة النقدية.

**من مخيمات اللاجئين إلى ساحات القتال.. أين المفر؟**

أكدت “منسقية مخيمات اللاجئين والنازحين” أن القصف المدفعي والغارات الجوية حوّلا حياة المدنيين إلى جحيم، ما دفع “جيش تحرير السودان” إلى دعوة سكان الفاشر ومخيمات أبو شوك وزمزم إلى الفرار نحو “مناطق محررة”، بينما أعلنت قوات الدعم السريع – المتحالفة مع الحركة – استعدادها لفتح ممرات آمنة للإجلاء.

وفي إشارةٍ إلى تداعيات الكارثة، كشفت الأمم المتحدة أن 320 ألف شخص في شمال دارفور يعانون بالفعل من مجاعة مدمرة، بينما يُواجه مليونان خطر الموت جوعاً، مع توقعات بانتشار الأزمة إلى الفاشر و5 مناطق أخرى خلال أسابيع.

**المالحة.. مفتاح المعركة:**

في سياق متصل، عززت قوات الدعم السريع وجودها الاستراتيجي بالسيطرة على مدينة المالحة الحدودية مع ليبيا، والتي تُعتبر شريان إمداد حيوياً لها، مما يزيد من مخاوف توسع رقعة المواجهات نحو الفاشر، خاصة مع تصاعد الدعوات الدولية لإيجاد ممرات إغاثة عاجلة قبل فوات الأوان.

وسط هذا المشهد الكابوسي، تتحول الفاشر – التي كانت يوماً رمزاً للتعايش في دارفور – إلى مثالٍ صارخ لصراع القوى الإقليمية والعسكرية، حيث يدفع المدنيون الثمن الأكبر: جوعاً، ومرضاً، وموتاً تحت أنقاض مدينة لم يعد فيها مكان للأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى