
متابعات – السودان الآن – بقلوب يعتصرها الحزن، ودّعت مدينة واو بجنوب السودان الصيدلي السوداني المعروف الدكتور عبد الرحمن عمر، صاحب صيدلية “السودان الجديد”، الذي توفي في جوبا إثر علة مفاجئة لم تمهله طويلًا. الحدث لم يكن مجرد جنازة، بل لحظة إنسانية خالصة جسّدت محبة شعب وامتنان مدينة لطبيب لم يبخل يومًا على أحد.
منذ سنوات طويلة، عرف أهل واو عبد الرحمن بأنه ليس مجرد صيدلي، بل إنسان نذر نفسه لخدمة الجميع دون تمييز. كان يساعد الفقير قبل الغني، ويتعامل مع الناس بكل تواضع وطيبة. لم يكن يشترط المال لتقديم العلاج، حتى قيل عنه في المدينة: “زول زول ناس… حتى لو ما عندنا قروش هو بدينا”.
جنازته تحولت إلى مشهد مؤثر شاركت فيه الجاليات الصومالية والإريترية واليوغندية والنيجيرية والآسيوية، إلى جانب موظفي الأمم المتحدة الذين لم يتمالكوا دموعهم. لم تكن مساعداته قاصرة على الجنوبيين فقط، بل شملت كل من طرق بابه، من السكان المحليين إلى الأجانب والموظفين الدوليين وحتى الأطفال المشردين في الشوارع.
رغم أنه توفي في جوبا، أصرّ الدكتور عبد الرحمن أن يُدفن في مدينة واو، حيث أحب الناس وأحبوه، وعاش بينهم كأحد أبنائهم، يخدمهم بعلمه وقلبه.
برحيله، خسر السودان وجنوبه طبيبًا من طراز نادر، وإنسانًا جسّد أسمى معاني المهنة النبيلة. إلا أن أثره الطيب سيظل خالدًا في ذاكرة من عرفوه وعاشوا معه، وسيبقى رمزًا للإنسانية التي لا تعرف الحدود.
رحم الله الدكتور عبد الرحمن عمر، وتقبله بقبول حسن، وجعل مثواه الجنة مع الصديقين والشهداء.













