
متابعات – السودان الآن – في تصعيد دبلوماسي لافت، أعلنت الجزائر إغلاق مجالها الجوي أمام الرحلات المتجهة إلى مالي، احتجاجًا على ما وصفته بـ”الانتهاكات المتكررة” للمجال الجوي الجزائري من قبل طائرات مالية، في خطوة تعكس توترًا متزايدًا بين البلدين.
التلفزيون الرسمي الجزائري نقل أن القرار جاء عقب حادث إسقاط طائرة استطلاع مسيّرة تابعة للحكومة الانتقالية في مالي، قالت الجزائر إنها اخترقت أجواءها لمسافة كيلومترين، فيما اعتبرت باماكو ذلك “عدوانًا صريحًا” على أراضيها.
وفي رد سريع، قررت الجزائر استدعاء سفيريها من مالي والنيجر للتشاور، وتأجيل إرسال سفيرها الجديد إلى بوركينا فاسو، مؤكدة أن هذه الخطوات تأتي “تطبيقًا لمبدأ المعاملة بالمثل”، بعد أن أقدمت الدول الثلاث على سحب سفرائها من الجزائر.
الجزائر نفت بشدة الاتهامات المالية، ووصفتها بأنها “ادعاءات باطلة”، مؤكدة امتلاكها أدلة قاطعة، من بينها صور رادارية، تُثبت اختراق الطائرة للمجال الجوي الجزائري.
كما أعربت الجزائر عن “أسفها العميق” لانحياز النيجر وبوركينا فاسو إلى رواية مالي، واعتبرت ذلك تصرفًا غير مدروس يعكس تصعيدًا غير مبرر.
وتعود خلفية التوتر إلى حادث وقع مطلع أبريل الجاري، حين أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية إسقاط “طائرة استطلاع مسلحة” في منطقة تيزاواتين الحدودية مع مالي. بينما أصرت مالي على أن الطائرة كانت ضمن مجالها الجوي، واتهمت الجزائر بارتكاب عمل عدائي.
التحركات الأخيرة تثير مخاوف من دخول العلاقات بين الجزائر ودول الساحل الثلاث في نفق مسدود، وسط تساؤلات حول مدى تأثير هذه الأزمة على استقرار المنطقة، خاصة في ظل التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجهها.