
برمة ناصر والحلو.. ترتيبات في جنوب دارفور
متابعات – السودان الآن – تشهد مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، حراكاً سياسياً وعسكرياً متسارعاً مع اقتراب الإعلان الرسمي عن تشكيل حكومة موازية، في خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الحرب. وبحسب مصادر مطلعة، من المتوقع أن يُكشف عن الحكومة الجديدة بحلول نهاية أبريل الجاري، وسط ترتيبات أمنية ولوجستية مكثفة.
ويأتي هذا التحرك بعد توقيع مليشيا الدعم السريع وعدد من الحركات المسلحة والقوى السياسية السودانية على إعلان سياسي في العاصمة الكينية نيروبي، أعقبته صياغة دستور انتقالي يمهّد لتأسيس حكومة بديلة. وتستعد نيالا لأن تكون المقر الرسمي لهذه الحكومة، في ظل دعم عسكري وسياسي واضح من قوات الدعم السريع وتحالف “تأسيس”.
وتتوقع المصادر وصول قيادات بارزة إلى المدينة خلال الأيام المقبلة، من بينهم الفريق برمة ناصر رئيس حزب الأمة، والقائد عبد العزيز الحلو رئيس الحركة الشعبية-شمال، إضافة إلى محمد حسن التعايشي وعدد من القيادات السياسية والعسكرية الأخرى.
وتسابق الإدارة المدنية الزمن لإعادة افتتاح مباني أمانة الحكومة، ونقل الوزارات إلى مواقعها الأصلية، إلى جانب صيانة الفنادق والبنية التحتية لاستقبال الوفود القادمة. وتُعد هذه التحضيرات مؤشراً واضحاً على جدية الأطراف الموقعة في المضي قدماً نحو إعلان الحكومة المرتقبة.
وفي خطوة لإعادة الحياة الطبيعية إلى المدينة، شرعت السلطات المحلية في إزالة نقاط التفتيش التي كانت قد أقامتها قوات الدعم السريع، وتنفيذ حملات نظافة وتنظيم الأسواق ومحاربة المظاهر السالبة، إضافة إلى تسليم المهام الأمنية تدريجياً إلى قوات الشرطة الفيدرالية، التي استلمت بالفعل 50 مركبة من أصل 100 قدمها نائب قائد الدعم السريع كدعم لوجستي مباشر.
وتسعى الإدارة المدنية كذلك لإعادة افتتاح “سوق نيالا الكبير”، الذي ظل مغلقاً منذ اندلاع الحرب، في محاولة لإحياء الاقتصاد المحلي وتحسين بيئة المدينة التي اختارها تحالف “تأسيس” لتكون العاصمة الإدارية للحكومة الموازية.
وكانت قوات الدعم السريع قد أحكمت سيطرتها على مدينة نيالا في أكتوبر 2023، بعد معارك شرسة أجبرت الجيش على الانسحاب من قواعده. ومع هذه السيطرة، تحولت نيالا تدريجياً إلى مركز نفوذ متزايد لقوى سياسية وعسكرية تسعى لتغيير المشهد السياسي في البلاد من خلال حكومة موازية قد تعيد رسم ملامح السلطة في السودان.