الأرصاد تطلق تحذيرًا عاجلًا من سيول مفاجئة في هذه الولايات
متابعات – السودان الآن – في مشهد مناخي نادر وغير معتاد، أطلقت هيئة الأرصاد الجوية في السودان صافرات التحذير، مشيرة إلى اقتراب موجة أمطار غزيرة وغير موسمية ستضرب البلاد مع أواخر شهر أبريل الجاري. التوقعات الأولية تُنذر بتأثيرات واسعة، فيما تسلط الأضواء على الولاية الشمالية، التي تبدو كأولى المحطات التي ستشهد بداية التحول الكبير في الطقس.
ووفقًا للتقارير، فإن مدينة وادي حلفا وضواحيها مرشحة لاستقبال كميات أمطار تتجاوز المعدلات الطبيعية لهذا التوقيت، ما يثير المخاوف من سيول مفاجئة أو فيضانات قد تعرّض الأرواح والممتلكات للخطر، لا سيما في ظل هشاشة البنية التحتية وغياب أنظمة التصريف الفعالة.
الظاهرة لا تقتصر على الشمال فحسب، بل تمتد لتطال أجزاء واسعة من ولايات الوسط والشرق وربما الغرب، ما يجعل المشهد أكثر تعقيدًا، وسط دعوات للاستعداد على المستويين الشعبي والرسمي لمواجهة سيناريوهات قد تكون غير مألوفة في هذا الموسم.
السلطات المحلية بدأت توجيه المواطنين لاتخاذ خطوات استباقية، تتضمن إخلاء المناطق المنخفضة وتحصين المواقع الحساسة، بينما تم حث الدفاع المدني والبلديات على مراجعة خطط الطوارئ والتنسيق مع المجتمعات لتقليل الخسائر المتوقعة.
المخاوف لا تتوقف عند حدود الطرق والمنازل، إذ حذر مختصون من أن هذه الأمطار قد تلحق ضررًا جسيمًا بالمحاصيل الزراعية، التي لم تدخل بعد مراحل الصمود أمام مثل هذه الظروف. وزارة الزراعة مطالبة بالتحرك العاجل لتقييم الوضع وتوفير الحماية الممكنة.
خبراء الأرصاد أرجعوا هذه الظواهر إلى اختلالات مناخية عميقة تضرب المنطقة، مشيرين إلى اضطرابات غير مسبوقة في أنظمة الرياح والتيارات البحرية تؤثر على نمط الأمطار في السودان.
وفي ظل التحذيرات المستمرة، دعت السلطات منظمات الإغاثة والمجتمع المدني للاستعداد، خاصة في المناطق المعزولة التي قد تتحول إلى بؤر أزمة حال انقطاع الطرق أو تضرر الجسور.
اللافت في هذا الحدث أن الجهات المختصة استعانت بتقنيات حديثة لرصد الأمطار والتحذير منها مبكرًا، ما قد يمنح السودان فرصة نادرة لاتخاذ خطوات وقائية قبل أن تُفتح السماء على غير عادتها.
الحكومة أعلنت أنها تتابع الموقف عن كثب، مع تعهدات بالتدخل العاجل عند الحاجة، مؤكدة أنها ستصدر تحديثات مستمرة حول تطورات الطقس وسبل التعامل معها.
