
نهاية عصر الدولار.. الصين توجه ضربة قوية لأمريكا
متابعات _ السودان الان _ في تحرك لافت يعكس تغيرًا استراتيجيًا في السياسة الاقتصادية الصينية، بدأت بكين تخفيض استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية لصالح أدوات الدين الأوروبية، وسط تصاعد التوترات التجارية مع واشنطن وتزايد القلق من هشاشة الدولار كعملة احتياط عالمية، بحسب تقرير لمجموعة “دويتشه بنك” الألمانية.
وأوضحت ليليان تاو، رئيسة قطاع مبيعات اقتصاد الصين الكلي والأسواق الناشئة العالمية في المجموعة، أن الصين تشهد تحوّلًا ملحوظًا في المحافظ الاستثمارية، مع ازدياد الإقبال على الذهب والسندات الأوروبية واليابانية كبدائل أكثر استقرارًا مقارنة بالأصول الأمريكية.
يأتي هذا التحول في ظل تراجع الثقة بالسياسات الاقتصادية للولايات المتحدة، لاسيما مع الاضطرابات التي أثارتها الحرب التجارية التي أشعلها الرئيس السابق دونالد ترامب. ورغم تعليق الرسوم الجمركية مؤقتًا، إلا أن آثارها السلبية على الأسواق كانت عميقة، وألقت بظلالها على استقرار الدولار.
وبرغم احتفاظ الصين بمكانتها كثاني أكبر مستثمر أجنبي في سندات الخزانة الأمريكية، إلا أن مراقبين حذروا من أن استمرار بكين في هذا الاتجاه قد يفاقم الاضطرابات في الأسواق المالية العالمية.
من جانبه، نفى وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت مزاعم البيع الضخم للسندات من قبل الحكومات الأجنبية، معتبراً أن تلك التقديرات تفتقر للدقة وتعتمد على اجتهادات غير رسمية.
وفي المقابل، ترى “دويتشه بنك” أن العوائد المرتفعة التي توفرها السندات الأمريكية مؤخرًا لم تعد كافية لاستعادة ثقة المستثمرين الصينيين، الذين باتوا يفضلون استثمارات أكثر استقرارًا، خاصة في ظل تنامي حالة عدم اليقين السياسي في واشنطن.
التحول الصيني نحو الأسواق الأوروبية يأتي مدفوعًا بتزايد جاذبية بيئة الاستثمار هناك، عقب إعلان ألمانيا عن حزم إنفاق تاريخية وتلميحات البنك المركزي الأوروبي نحو سياسات نقدية ميسرة.
واختتمت ليليان تاو تصريحها بأن المرحلة المقبلة ستشهد مزيدًا من إعادة توزيع المحافظ الاستثمارية عالميًا، مع سعي المستثمرين نحو الأسواق الأقل عرضة للتقلبات، مؤكدة أن استمرار انسحاب الصين من الأصول الأمريكية قد يهدد مستقبل الدولار كعملة مهيمنة على الاقتصاد العالمي.