
تطورات جديدة في بورتسودان
متابعات _ السودان الان _ عاودت الطائرات المسيّرة صباح اليوم تنفيذ غارات جديدة على مدينة بورتسودان، في اليوم السابع على التوالي من القصف الجوي المكثف الذي تتعرض له المدينة الساحلية الواقعة شرقي السودان، والتي باتت مركزًا إداريًا ومقرًا مؤقتًا للحكومة والبعثات الدبلوماسية.
شهود عيان أفادوا بسماع أصوات طائرات وانفجارات في عدة أحياء من بورتسودان، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة في سماء المدينة، في وقت تواصل فيه الدفاعات الجوية للجيش السوداني إطلاق المضادات الأرضية في محاولة للتصدي للهجمات المتكررة.
وبحسب مصادر عسكرية مطلعة، فإن هذه الهجمات تُنسب إلى مليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، والتي تخوض صراعًا مسلحًا ضد القوات المسلحة السودانية منذ أبريل 2023. وأكدت المصادر أن الدفاعات الجوية تمكنت بالفعل من إسقاط عدد من الطائرات المُسيّرة التي كانت تستهدف منشآت مدنية ومرافق حيوية، دون تحديد حجم الخسائر.
قصف محطة كهرباء عطبرة يعمّق الأزمة
في سياق متصل، تعرضت محطة الكهرباء التحويلية في مدينة عطبرة لهجوم مماثل يوم الجمعة، ما تسبب في انقطاع كامل للتيار الكهربائي عن ولايتي نهر النيل والبحر الأحمر. وقالت شركة كهرباء السودان في بيان رسمي إن المحطة تعرضت لأربع ضربات بطائرات مسيّرة، ما أدى إلى اندلاع حريق ضخم وتدمير أجزاء كبيرة من بنيتها التحتية.
ويأتي هذا الهجوم في وقت كانت فيه الكهرباء قد عادت جزئيًا للمنطقة بعد أسبوع من الانقطاع، مما ضاعف من معاناة السكان، خصوصًا في مدينة بورتسودان التي تستضيف الآلاف من النازحين، إلى جانب الوزارات الاتحادية والمنظمات الدولية.
ضربات متكررة على مواقع حيوية
شهدت الأيام الماضية سلسلة ضربات جوية على مواقع شمال وغرب وجنوب بورتسودان، استهدفت مخازن وقود، قواعد عسكرية، ومرافق حكومية، ما أسفر عن خسائر مادية فادحة وحالة هلع في صفوف المواطنين.
وتُعتبر بورتسودان شريانًا إنسانيًا واستراتيجيًا رئيسيًا لإيصال المساعدات إلى شرق إفريقيا، مما يجعل استهدافها تهديدًا مباشرًا للعمل الإغاثي في المنطقة. كما تؤوي المدينة مقرات منظمات أممية وسفارات أجنبية، ما يزيد من حساسية الوضع.
تحذيرات من كارثة إنسانية
هذا التصعيد العسكري غير المسبوق في بورتسودان، المدينة التي ظلت بمنأى نسبيًا عن النزاع الدائر، يُنذر بتحول خطير في خريطة الحرب في السودان. وتقول منظمات إغاثة إن الوضع الإنساني يزداد سوءًا، وسط تراجع الخدمات الأساسية وصعوبة وصول الإمدادات.
وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في تقارير سابقة من مجاعة محتملة في بعض مناطق السودان، مشيرة إلى أن تصاعد الهجمات على مراكز الخدمات والبنية التحتية قد يقوّض بالكامل عملياتها الإنسانية ويعرض حياة المدنيين للخطر.
ختامًا
الهجمات المستمرة بالطائرات المسيّرة على بورتسودان، ومحاولة استهداف منشآت حساسة كالكهرباء والوقود والمطارات، تمثل تحولًا نوعيًا في طبيعة الصراع، وتهدد بجرّ البلاد إلى مواجهات أوسع، في ظل صمت دولي لا يزال عاجزًا عن وقف الانهيار المتسارع في السودان.













