
لليوم التاسع .. تطورات جديدة في بورتسودان
متابعات _ السودان الان _ في اليوم التاسع من التوترات المتواصلة في مدينة بورتسودان، أفادت مصادر محلية بتحليق طائرة مسيّرة، يُشتبه في تبعيتها لمليشيا الدعم السريع، بشكل متواصل منذ ساعات الصباح الأولى ليوم الإثنين. التحليق المستمر للطائرة في سماء المدينة زاد من حالة القلق بين السكان، وسط توقعات بتصعيد جديد في العمليات العسكرية.
وبحسب شهود عيان، فعّلت القوات المسلحة السودانية أنظمتها الدفاعية في محاولة لاعتراض الطائرة، دون أن تحقق نجاحًا حتى الآن، في ظل ما يقال عن تمتعها بتقنيات متطورة تعيق استهدافها بدقة.
تزامن هذا التطور مع سلسلة هجمات جوية شنتها طائرات دون طيار على مدينتي عطبرة وبورتسودان صباح الأحد، حيث سُمع دوي المدافع المضادة للطيران مصحوبًا بانفجارات متفرقة، في مشهد أثار ذعر السكان وأعاد إلى الأذهان سيناريوهات التصعيد المتكررة.
وكانت مليشيا الدعم السريع قد استهدفت مواقع حيوية من بينها محطة عطبرة للتحويل الكهربائي، مما تسبب في انقطاع التيار عن أجزاء واسعة من شمال السودان، في خطوة اعتبرها مراقبون تصعيدًا خطيرًا ضد البنية التحتية الاستراتيجية.
وفي تقرير رسمي، أكدت شركة كهرباء السودان تعرض المحطة لقصف جوي متكرر تسبب في أضرار كبيرة، فيما باشرت فرق الدفاع المدني أعمال الإطفاء والتقييم لإعادة تشغيل الشبكة في أقرب فرصة.
منذ بداية مايو الجاري، شهدت العاصمة المؤقتة بورتسودان وعدد من المدن الأخرى، بينها الأبيض وكسلا، هجمات متكررة بالطائرات المسيّرة، استهدفت مستودعات الوقود ومرافق حيوية أخرى، مما أدى إلى اندلاع حرائق ضخمة لم تتم السيطرة عليها حتى اللحظة، خاصة في مناطق تخزين النفط.
ويرى مراقبون أن مليشيا الدعم السريع باتت تعتمد بشكل متزايد على طائرات مسيّرة هجومية وانتحارية، بينها طرازات صينية من نوع “CH-95″، تحمل صواريخ موجهة عالية الدقة، ما يعكس تحوّلًا نوعيًا في تكتيكاتها العسكرية وقدرتها على اختراق مناطق يُفترض أنها آمنة.
مصادر عسكرية ذكرت أن هذه الطائرات تستخدم في تنفيذ هجمات خاطفة على مواقع عسكرية حيوية، ما يمثل ضغطًا متزايدًا على خطوط إمداد الجيش السوداني، ويهدد بتوسيع رقعة الاشتباكات.
تواصل هذه الهجمات يعمّق المأساة الإنسانية، ويرفع من حجم التحديات التي تواجه الحكومة في بورتسودان، خاصة مع تضرر مخزون الوقود وخطوط الكهرباء، الأمر الذي يُنذر بانهيار تدريجي في الخدمات الأساسية.
وسط هذه التطورات، يتزايد القلق من دخول النزاع في السودان مرحلة أكثر تعقيدًا وخطورة، مع اعتماد طرفي الصراع على أسلحة نوعية وتكتيكات غير تقليدية، ما قد يُطيل أمد الحرب ويضاعف معاناة المدنيين.