
معلومة مضللة تقود نخبة الدعم السريع إلى الهلاك في الفاشر
متابعات _ السودان الان _ في واحدة من أكثر المعارك التي تعكس هشاشة البنية الاستخباراتية لمليشيا الدعم السريع، كشفت مصادر أمنية وشهود عيان لـ”الطابية” كيف قادت معلومة شفهية مضللة المليشيا إلى كمين قاتل نصبته القوات المشتركة، مما أدى إلى سحق كتيبة النخبة التابعة لها، وتكبدها خسائر وصفت بالفادحة.
المعلومة الكاذبة التي فتحت أبواب الجحيم
تعود جذور القصة إلى نازحين غادروا مدينة الفاشر، أغلبهم من النساء وكبار السن، وتم التحفظ عليهم من قبل الدعم السريع قبل أن يُفرج عنهم لاحقًا. هؤلاء، وبشكل متعمد أو عفوي، زودوا المليشيا بمعلومة مفادها أن المستنفرين التابعين للجيش قد انسحبوا من المدينة وتخلوا عن مواقعهم، مما أعطى المليشيا انطباعًا أن الطريق إلى الفاشر بات مفتوحًا.
هجوم خاطف ونهاية مأساوية للنخبة
بناءً على هذه المعلومة غير المؤكدة، قررت قيادة الدعم السريع الدفع بكتيبة العمل الخاص – إحدى أقوى وحداتها المدربة – لشن هجوم مباغت على الفاشر من المحورين الشرقي والشمالي الشرقي. لكنها فوجئت باستعداد كامل من القوات المشتركة التي كانت ترصد التحركات عن كثب.
ووفق بيان رسمي للقوة المشتركة، أسفر الكمين عن تدمير ست مدرعات إماراتية من طراز “صرصر”، وعشر عربات قتالية أخرى، بجانب مقتل وتشتيت العشرات من مقاتلي المليشيا، ومطاردة البقية حتى تخوم المدينة.
ضربة معنوية واستخباراتية موجعة
يرى محللون أن هذه الهزيمة لم تكن مجرد فشل عسكري، بل ضربة استخباراتية كشفت ضعف المليشيا في جمع المعلومات، واعتمادها على مصادر غير موثوقة. الدكتور محمد عمر، أستاذ العلوم السياسية، علّق بأن المعركة الأخيرة كشفت حجم التخبط داخل صفوف المليشيا، خاصة أنها زجت بكتيبة النخبة – التي ظلت تحتفظ بها كقوة حاسمة – في مغامرة غير محسوبة النتائج.
انهيار المعنويات ومصير مجهول لما تبقى
المراقبون يصفون معركة الأحد بالفاشر بأنها قد تكون القشة التي قصمت ظهر البعير، مؤكدين أن الدعم السريع لم يعد لديه أوراق قوية يمكنه اللعب بها بعد خسارته لنخبة قواته. ويتوقع هؤلاء تنفيذ هجمات يائسة في محاولات لكسب أرض أو حفظ ماء الوجه، لكنهم يقرون أن ما حدث في الفاشر سيكون نقطة تحول حاسمة في مجريات الصراع بدارفور.
دروس مؤلمة في زمن الحرب
ما جرى في الفاشر ليس مجرد معركة عابرة، بل تجسيد لفشل استراتيجي واستخباراتي ذريع. إذ أثبتت القوات المسلحة والمشتركة قدرتها على استغلال ثغرات العدو وتحويل الأكاذيب إلى أفخاخ، بينما كشفت المليشيا عن هشاشة بنيتها وارتجال قراراتها. معركة الأحد ستُدرّس طويلاً كمثال على كيف يمكن لمعلومة صغيرة أن تقود إلى هزيمة كبرى.