
مأساة الفاشر.. موتى بلا أكفان
في مشهد صادم يلخص حجم الكارثة الإنسانية، أعلن أطباء بمدينة الفاشر – عاصمة شمال دارفور – عن انعدام كامل للأكفان، ما أجبر الأهالي على تكفين موتاهم في أكياس بلاستيكية أو دفنهم بملابسهم، وسط حصار خانق وهجمات متواصلة من قوات الدعم السـ.ريع
خلال الأسبوع الجاري، ارتفعت معدلات الوفيات بشكل مروع نتيجة التوغلات داخل الأحياء ومراكز الإيواء، حيث وثّق أطباء ونازحون تصفيات جسدية بحق عشرات المدنيين على أساس عرقي. وأكد نازحون أن أكثر من 7 جثامين وُوريت الثرى بلا كفن، فيما اضطرت عائلات أخرى لاستخدام الأكياس كبديل
الوضع تفاقم بعد أن أجبرت قوات الدعم السـ.ريع سكان مخيم أبو شوك – الذي كان يأوي نحو 190 ألف نازح – على النزوح الجماعي، مع تدمير مصادر المياه وحرق سوق نيفاشا بعد نهب ممتلكاته، في خطوة وُصفت بأنها تهجير قسري
التطورات الميدانية تشير إلى تقدم قوات الدعم السـ.ريع نحو مواقع حساسة بالفاشر، بما في ذلك أحياء قريبة من قيادة الفرقة السادسة مشاة، وهو ما ينذر بمزيد من الانفلات الأمني والانتهاكات بحق المدنيين
هذه الأوضاع تضع المجتمع الدولي أمام اختبار صعب: هل يتدخل لإنقاذ المدنيين المحاصرين في الفاشر، أم تُترك المدينة لمصيرها المأساوي وسط الموت الجماعي بصمت؟