منع غسيل سيارات التعدين يشعل مواجهة مسلحة في العبيدية

منع غسيل سيارات التعدين يشعل مواجهة مسلحة في العبيدية

شهدت مدينة العبيدية بولاية نهر النيل منتصف الأسبوع الجاري حالة من التوتر الشديد، بعد أن اندلعت مواجهة بين القوة المشتركة ومجموعة من المستنفرين، على خلفية خلاف حول تطبيق توجيهات إدارية تتعلق بحماية البيئة

وبحسب مصادر محلية، تعود بداية الأحداث إلى إصدار رئيس اللجنة الإدارية بالمنطقة، عبد الرحمن عبد الله، قرارًا يمنع أصحاب السيارات المرتبطة بأنشطة التعدين من غسل مركباتهم قرب النيل، وذلك تنفيذًا لأمر ولائي سابق يهدف للحد من التلوث الناتج عن المواد الكيميائية ومخلفات التعدين

لكن التوتر تصاعد عندما رفضت عناصر من القوة المشتركة تطبيق القرار، وطلبت من أصحاب السيارات الاستمرار في غسل مركباتهم، ما فجّر جدلاً واسعًا في الموقع بين المستنفرين والسلطات المحلية

المصادر أكدت أن النقاش تطور سريعًا إلى تبادل لإطلاق النار داخل المنطقة، كما تم اقتياد رئيس اللجنة الإدارية إلى مكاتب القوة المشتركة، حيث تعرض – وفق روايات شهود – إلى سوء معاملة وإهانات لفظية قبل أن يُفرج عنه لاحقًا

ردود الأفعال الشعبية لم تتأخر، إذ خرجت أصوات قوية تطالب بمحاسبة العناصر التي أطلقت النار، بل وصل الأمر إلى دعوات صريحة بضرورة إخراج القوة المشتركة من العبيدية.

وبالتزامن، عززت القوة المشتركة وجودها في سوق الطواحين بنشر جنود إضافيين، فيما وصل أحد قادتها من مدينة عطبرة لاحتواء الأزمة

وبحسب متابعات موقع “دارفور24″، تُعقد اجتماعات مكثفة بين وجهاء المنطقة وقيادات القوة المشتركة، في محاولة للوصول إلى تفاهمات تنهي التوتر. وقد طلبت قيادة القوة المشتركة مهلة لا تتجاوز أسبوعًا لمعالجة الموقف، وسط استمرار حالة الاحتقان الشعبي

✅ الخلاصة

تحولت قضية بيئية بسيطة تتعلق بمنع غسل سيارات التعدين في النيل إلى أزمة أمنية معقدة، تكشف عن هشاشة الوضع في مناطق التعدين بولاية نهر النيل، حيث تتقاطع المصالح الاقتصادية والبيئية مع الوجود العسكري والأمني، ما يجعل أي خلاف مرشحًا للتصاعد بشكل خطير