البرهان يعود إلى موسكو.. زيارة تحمل رسائل سياسية واقتصادية وسط حرب السودان

البرهان يعود إلى موسكو.. زيارة تحمل رسائل سياسية واقتصادية وسط حرب السودان

يستعد رئيس مجلس السيادة الانتقالي وقائد الجيش السوداني، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، للتوجه إلى العاصمة الروسية موسكو منتصف أكتوبر المقبل، للمشاركة في القمة الروسية–العربية بدعوة رسمية من الرئيس فلاديمير بوتين، في خطوة تعكس تعاظم الحضور الروسي في الملفات الإقليمية، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول أبعاد الزيارة وتوقيتها

هذه المشاركة تُعد الثانية للبرهان في روسيا، بعد زيارته الأولى عام 2019 لحضور القمة الروسية–الإفريقية، لكنها تأتي هذه المرة في ظل ظرف داخلي بالغ التعقيد، حيث يخوض الجيش السوداني حربًا مفتوحة منذ أبريل 2023 ضد قوات الدعم السـ.ريع

وتأتي الزيارة متزامنة مع اجتماعات اللجنة الوزارية السودانية–الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي، والتي تعقد لأول مرة منذ اندلاع الحرب، بمشاركة وزير المعادن السوداني نور الدائم محمد طه ونظيره الروسي ألكسندر كوزولوف. وتشمل ملفات الطاقة، النفط، المعادن، النقل، والبنية التحتية، إضافة إلى الزراعة والتعاون الفني

ويرى مراقبون أن الزيارة تحمل أبعادًا سياسية واضحة، فهي تأتي في وقت تشهد فيه علاقات السودان توترًا مع عدة عواصم إقليمية، فيما تسعى الخرطوم إلى تنويع تحالفاتها وكسب دعم دولي يوازن الضغوط الغربية. كما يُتوقع أن يطرح ملف القاعدة البحرية الروسية على البحر الأحمر، الذي ظل مثار جدل خلال الأعوام الماضية

في المقابل، تُولي موسكو اهتمامًا متزايدًا بالسودان باعتباره بوابة استراتيجية لإفريقيا، فضلًا عن ثرواته المعدنية الضخمة، وعلى رأسها الذهب، الذي يشكل ركيزة أساسية في التبادل التجاري بين البلدين

وتبقى الأنظار متجهة نحو ما إذا كانت زيارة البرهان ستفتح مسارات جديدة للتعاون مع روسيا، أم ستزيد من تعقيد المشهد السوداني داخليًا وخارجيًا، خصوصًا في ظل استمرار الأزمة الإنسانية والقتالية داخل البلاد