
قيادي مطلوب للجنائية الدولية يظهر مجددًا في ميدان دارفور”
متابعات -السودان الآن -في تطور جديد يزيد من حساسية المشهد العسكري والسياسي في السودان، أكدت ثلاثة مصادر عسكرية متطابقة عودة القيادي البارز في حركة العدل والمساواة عبدالله بندة، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، إلى البلاد بعد رحلة علاجية استمرت أكثر من أربعة أشهر في الهند
ويُعد بندة أحد أبرز القادة العسكريين المنخرطين في القتال إلى جانب القوة المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني ضد قوات الدعم السـ.ريع، ما يجعله شخصية محورية في الصراع الدائر بدارفور، خاصة مع تزايد الضغوط الدولية بشأن ملفات العدالة والمساءلة
إصابة بالغة وخسائر جسيمة
وبحسب مصادر مقربة، فإن بندة كان قد تعرض لإصابة خطيرة في يده خلال اشتباكات عنيفة شهدتها مدينة المالحة شمال دارفور في 22 مارس الماضي، وهي المعركة التي لم تقتصر على إصابته فقط، بل أسفرت عن مقتل نجله نصر الدين عبدالله وعدد من القادة البارزين، بينهم أبوبكر إبراهيم شريف ومحمد علي إبراهيم. هذه الخسائر مثّلت ضربة قوية للقوة المشتركة، التي فقدت السيطرة على المدينة لصالح قوات الدعم السـ.ريع
رحلة علاج معقدة
بعد إصابته، نُقل بندة بين عدة مستشفيات داخل السودان، بدءًا من مستشفى الدبة مرورًا بالمستشفى العسكري في مروي، قبل أن يتم تحويله إلى مصر ومنها إلى الهند، حيث خضع لبرنامج علاجي مكثف استمر أشهراً طويلة، عكس حجم التعقيدات الطبية التي واجهها
عودة إلى الميدان
وعلى الرغم من حالته الصحية، أفاد مصدر عسكري بأن بندة عاد مؤخرًا إلى محور الصحراء في شمال دارفور، حيث استلم شحنة إمدادات عسكرية عبر إسقاط جوي، ما يشير إلى استعداده للانخراط مجددًا في العمليات القتالية. عودته الميدانية تؤكد استمرار اعتماده كلاعب رئيسي في التشكيلات العسكرية المناهضة لقوات الدعم السـ.ريع
خلفية قضائية دولية
عبدالله بندة يواجه اتهامات خطيرة أمام المحكمة الجنائية الدولية تتعلق بهجوم استهدف بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي “يوناميد” في سبتمبر 2007، وأسفر عن سقوط قتلى في صفوف قوات حفظ السلام. ورغم مرور ما يقارب 18 عامًا على الحادثة، لا تزال القضية عالقة وتشكل أحد أبرز ملفات العدالة الدولية المرتبطة بالنزاع في دارفور
دلالات سياسية وأمنية
عودة بندة في هذا التوقيت الحرج تضع الخرطوم أمام معادلة شائكة: بين الحاجة إلى قيادات عسكرية وازنة في مواجهة الدعم السريع، وبين الضغوط الدولية المطالبة بتسليمه إلى العدالة الدولية. ويرى محللون أن تحركاته المقبلة قد تؤثر بشكل مباشر على توازنات القوى في دارفور، وربما تزيد من تعقيد مساعي الحل السياسي الشامل