بيان من صحفيي شمال دارفور ردًا على تصريحات وزير الإعلام خالد الأعيسر

بيان من صحفيي شمال دارفور ردًا على تصريحات وزير الإعلام خالد الأعيسر

متابعات -السودان الآن – نعرب نحن الصحفيين العاملين في شمال دارفور عن دهشتنا واستغرابنا العميقين من التصريحات التي أدلى بها وزير الثقافة والإعلام، خالد الأعيسر، والتي وصف فيها الصحفيين في الولاية بـ”المأجورين“، مستخدمًا عبارات لا تليق بمسؤول يتحدث باسم الدولة السودانية.

نؤكد أن الصحفيين في الفاشر لم يطلبوا يومًا حماية أو دعماً من أي جهة رسمية، بل واصلوا أداء واجبهم المهني والإنساني من قلب الميدان وتحت القصف والجوع والحصار، حاملين الكلمة والصورة إلى العالم، من دون انحياز أو أجندة، سوى الانحياز للحقيقة والإنسان السوداني.

منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، ظللنا نوثق وننقل ما يجري في دارفور ومدن السودان كافة، بإمكانيات محدودة وظروف قاسية، في وقتٍ غابت فيه مؤسسات الدولة عن حماية المدنيين أو دعم الإعلاميين.

ولذلك فإننا نرفض جملةً وتفصيلاً أي محاولات لتشويه صورة الصحفيين أو التقليل من تضحياتهم.

إنّ تصريحات الوزير لا تعبّر عن روح المسؤولية، بل تكشف عن فشل إداري وتخبّط مؤسسي داخل وزارة الإعلام، التي كان الأجدر بها أن تكون سندًا للكلمة الحرة لا خصمًا منها.

نقولها بوضوح:

أهل الفاشر لا يطالبونكم بتبرير مؤتمراتكم أو الحديث عن إنجازاتكم، بل يطالبونكم بالتحرك الفوري لتحمل مسؤوليتكم تجاه ما يجري هنا من مأساة إنسانية تتفاقم يومًا بعد يوم.

الناس هنا يموتون جوعًا وقصفًا وإهمالًا، بينما الوزارات منشغلة بتبادل التصريحات.

إننا نطالبكم، معالي الوزير، بأن توجهوا جهودكم إلى إنقاذ الأرواح وتسليط الضوء على معاناة المواطنين، بدلاً من توجيه الاتهامات للصحفيين الذين يؤدون واجبهم بشرف.

ونؤكد أن أكثر من 90% من الصحفيين السودانيين سيشاركوننا هذا الموقف: أن وزارتكم مقصّرة، عاجزة، وتائهة عن دورها الوطني.

وإذا كنتم واثقين من أدائكم، فأجروا استفتاءً بين الصحفيين لتقييمه؛ فإن اتفقوا على رحيلكم، فارحلوا بكرامة، وإن رأوا بقاءكم، فمرحبًا بكم ما دمتم أهلًا للمسؤولية.

ما أردنا إلا الإصلاح… والكلمة الحرة كانت وستظل أمانة لا نخونها